كان يمكن لبرمجة رمضان أن تكون خالية من الحماس، لكن القنوات المحلية تتّبع سنوياً أسلوباً محدّداً ترفع فيه سقف المنافسة قبل ساعات من حلول شهر الصوم. إذ تلتزم الشاشات الصمت منذ إعلان باقة المسلسلات التي ستعرضها في رمضان، ولا تفصح عن تواقيت عرض أيّ عمل درامي. حتى إنها لا تسرّب للصحافة مواعيد البثّ بل تكتفي بالكشف عن عدد الأعمال التي إشترتها. هذه السياسة هي بمثابة الطريق الذي تمشي عليه جميع الشاشات اللبنانية والعربية سعياً لاستقطاب المشاهد. هكذا، تغرق القنوات أيّ «الجديد» و lbci و mtv وهي المتنافسة في شهر رمضان، حالياً في صمت عميق من دون الاجابة عن سؤال: هل تمّ تحديد التوقيت؟. هذا السؤال رفض القائمون على القنوات الاجابة عليه بحجّة أنها «سياسة رمضانية بإمتياز، ولمن يريد معرفة التوقيت، فليتسمّر أمام الشاشة!». على المقلب الآخر، تناقل متابعو الممثلة كارمن لبس، أن مسلسل «موت أميرة» (كتابة طوني شمعون وإخراج عاطف كيوان) الذي تلعب بطولته إلى جانب المغنية شيراز سيعرض على «الجديد» بعد نشرة الاخبار المسائية. لكنّ القائمين على المحطة فضّلوا الصمت، مكتفين بالقول لـ«الأخبار» إن الليلة سيتمّ تحديد ساعات الدراما. من المعروف أن المحطات تلجأ إلى هذه السياسة «التكتيكية» كي ترفع سقف «الحرب الدرامية»، وتطلب من متابعيها التسمّر أمام الشاشة في اليوم الأول لرمضان، لكي يعلم برمجتها فقط من يتابعها من الصباح إلى المساء. مع العلم أن المنافسة ترتفع مساء، وتبدأ بعد نشرة الأخبار مع عرض أهمّ المسلسلات. أما في ساعات العصر والمغرب أيّ قبل موعد الإفطار، فيتمّ بث الأعمال الكوميدية و«اللايت»، بينما تخبأ الاعمال «الثقيلة» حتى المساء حيث يستمتع الصائم بمتابعة الدراما.