إختفاء الصحافي جمال خاشقجي منذ الثلاثاء الماضي، بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، وتواتر الأنباء اليوم عن تصفيته على يد النظام السعودي، أمر ولّد بلبلة كبيرة عند الأخير، سيما مع تعاظم إتهامات كبريات وسائل الإعلام الغربي للمملكة بقتل خاشقجي وبالتنكيل به. السعودية التي أصرّت على التعمية على قضية الإختفاء والقتل، لم يصدر عنها، سوى فيديو صغير. إذ سمح لوكالة «رويترز» أمس، بدخول القنصلية السعودية، وتجوال الكاميرا داخلها. رافق القنصل السعودي محمد العتيبي، الوكالة ليؤكد للعالم أن خاشقجي غير موجود هناك. صرّح الأخير للوكالة بأن من وصفه بـ «المواطن خاشقجي»، «غير موجود في القنصلية ولا في السعودية، والقنصلية والسفارة تبذلان جهوداً للبحث عنه، ونشعر بالقلق إزاء هذه القضية». الشريط الذي أرادت السعودية منه، دحض الإتهامات عنها، ساهم بشكل عكسي، بتحوله الى مادة ساخرة على المنصات الإجتماعية. ففي الفيديو المذكور، يتجول العتيبي مع كاميرا الوكالة العالمية، ويقوم بفتح الأبواب وحتى الأدراج، والدرف الصغيرة، والخزائن، فهل يعقل أن يختبىء الكاتب السعودي ضمن أدراج صغيرة، أو في خزانة ثياب مثلاً؟إذاً انقلب السحر على الساحر، وأعاد إلينا هذا الشريط، ما بثته الوكالة نفسها، في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي، بعد إعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجموعة أمراء سعوديين، في فندق «ريتز» في الرياض. شريط صوّر وقتها مع الملياردير الوليد بن طلال، ليظهر الأخير بأنه غير محتجز وينعم بحياة طبيعية ورفاهية عالية في الفندق الفخم. دخلت الكاميرا وقتها المطبخ وغرفة الطعام، وعرفنا وقتها الأمير السعودي على طعامه النباتي المفضل، وعلى حذائه أيضاً!