لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي مشغولة بتوالي الأخبار عن حيثيات اختفاء بالصحافي السعودي جمال خاشقجي. القضية التي طُوقت بالغموض والحيرة والأجواء البوليسية طيلة الفترة الماضية، ما لبثت أن استقرت على سيناريو دأبت أوساط إعلامية وأمنية عدة على توكيده، ومنها صحيفة «نيويورك تايمز» التي أفادت بأن اغتيال الإعلامي السعودي كان قد تم «بناءً على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي السعودي، بحسب ما جاء على لسان مسؤول رفيع المستوى». ووفقاً للصحيفة نفسها، فإن العملية «المعقدة والسريعة» قضت بـ«قتل خاشقجي بعد مرور ساعتين على وصوله إلى القنصلية، من قِبَل فريق من العملاء السعوديين الذين يطال عددهم الـ15 فرداً، قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم أحضروه لهذا الغرض» في حضور «خبير لتشريح الجثث». تفاصيل الحادثة المزعومة التي تنضح بربريةً ووحشية ورعباً، دفعت كثيرين إلى مقارنتها بأفلام رعب وأعمال فنية بوليسية مثل مقتطفات من سلسلة Breaking Bad (مؤلف من خمسة أجزاء_ تأليف فينس غيليغان_ شبكة AMC) التلفزيونية، التي تُعد من أكثر الأعمال الدرامية تعقيداً وشهرةً. وقد ارتكزت اللقطات التي جرى نشرها بشكل مكثف في خلال الساعات الأخيرة، على إظهار تقارب ما بين قضية خاشقجي وقصة بطليْ المسلسل المذكور المجرميْن والتر وايت (براين كرانستون) وجيسي بينكمان (آرون بول) اللذين يشتغلان سويا على إنتاج وبيع مادة الميثامفيتمين المخدِّرة، ثم يتعاونان على تقطيع إحدى الجثث وإذابتها عن طريق حمض الهيدروفلوريك، من أجل إخفاء معالم الجثة. من جهتها، ذهبت «نيويورك تايمز» إلى تشبيه القضية بفيلم «بالب فيكشن» (1994) الشهير لكوينتن تارنتينو. علماً أنّ العمل هو فيلم يدور في مناخات الجريمة مع جرعات عالية من العنف.