«بناء على طلب شعبي، أعود بموسم ثان. أحبكم» عبارات (كتبت بالإنكليزية) ذيّلت بها كارلا حداد، الإعلان الترويجي لبرنامجها Fi-male، الذي أطلقته lbci أمس. إعلان (26 ثانية) لا يمكن وصفه الا بالسطحي، يندرج ضمن سياقات الموسم الأول للبرنامج، الذي اتسم بسقطات كثيرة (ابرزها استضافة الصحافي جوزيف أبو فاضل وهجومه على حق المرأة في إعطاء جنسيتها لأولادها)، وتفّه من المضمون الحقيقي لبرنامج يفترض أنه يناصر حقوق المرأة، وإذا به يسقط في مستنقع الإستعراض، وتسطيح المفاهيم، وفهم الحقوق من زاوية ضيقة لا تقدم ولا تؤخر في الإضاءة على نقاشات تدور في فلكها. في هذا الإعلان، تظهر حداد وهي ترتدي «أُنسابل» زهرياً، وقلادة زهرية أيضاً، وتتعقب الكاميرا، حركة المذيعة اللبنانية، من خلال التركيز على حذائها الفضي وكعبها العالي الذي تستخدمه في الشريط القصير، لتشغيل أحد أجهزة التلفزيون، وللدوس لاحقاً على مجموعة أجهزة مماثلة وضعت الى جانب بعضها، تتضمن لقطات من الموسم الأول للبرنامج. نصل في نهاية المطاف، الى جلوس حداد على إحداها، ونطقها بعبارة « Fi male أدّيه؟». ينتهي الشريط، وتبدأ الأسئلة، حول هذه الفكرة العبقرية للإعلان الترويجي، الذي يحصر المرأة في لون زهري، وفي كعب عال، وفي حركات تتسم بالإثارة! لا شك أن الموسم الأول فشل فشلاً ذريعاً، ولاقى انتقادات واسعة على مضامينه، حتى إن حلقته الأخيرة لم تعرض وقتها، قبيل شهر رمضان، ولم تعرف أسباب ذلك. لذا إن شاء البرنامج استكمال حلقاته في موسم ثان، فيمكن أن يلجأ الى تحويل نمطه الى ترفيهي غنائي بحت، ولا يدعي مناصرة حقوق المرأة، لأنه بذلك يسيء الى هذه الحقوق ويسطّح نقاشاتها.