لا يختلف اثنان على أن قناة mbc السعودية تلقى هذه الأيام وابلاً من الحملات الإلكترونية المناهضة والتي تتّهمها بتمرير التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والعمل على تلميع صورته الدموية، عبر استخدام الدراما. مسلسلان خليجيان أدخلتهما الشبكة السعودية إلى السباق الرمضاني: «أم هارون» (تأليف محمد وعلي شمس، إخراج محمد جمال العدل) و«مخرج 7» (تأليف خلف الحربي، إخراج أوس الشرقي)، استطاعا خلال أيام قليلة إحداث بلبلة عارمة على السوشال ميديا، لما احتوياه من مضامين تطبيعية وأخرى تحاول أنسنة القاتل المحتل. هذه المرة، دخلت على الخط قناة «الجزيرة» التي تتعمّد، أخيراً، استغلال الحملات الشعبية الغاضبة من الشبكة السعودية، لتمارس مزيداً من الهجوم والتشفي منها. ففي تقرير عرضته الشبكة القطرية أمس (فاطمة التريكي) بعنوان «دراما بنكهة مال سعودي (..) لمصلحة من يلمع الإسرائيليون في الدراما الخليجية»، تحدثت عن العملين الدراميين الإشكاليين وعن شيطنة الفلسطينيين وتناسي المجازر الأولى التي اقترفها الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، مع تعمّد «أم هارون» إظهار صورة اليهودي الطيّب، في مقابل الإشادة بالأعمال التركية التي ــ بحسب المعدّة ــ «تعكس تاريخ المسلمين». وضمن عنوان آخر «دراما التطبيع السعودية سقطة إعلامية أم إرادة سياسية؟»، أعادت «الجزيرة » نشر آراء الناشطين المندّدة بالمسلسلين، وربطت الرسائل التطبيعية بصعود وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي «باشر سريعاً بفتح حديث مباشر عنه». علماً بأنّ الشبكة القطرية، لا تتوانى بدورها عن استضافة شخصيات صهيونية على شاشتها في محاولتها المستمرة الترويج للأمر على أنه عرض لـ «الرأي والرأي الآخر»، حتى في خضم تعرّض الأراضي الفلسطينية للقصف والعدوان وسقوط الشهداء!