بسام أبو زيد، صحافي ومحاور ومراسل ميداني، يعمل في lbci، منذ إنطلاقتها في أوائل الثمانينيات، وبين تلك الفترة، وما وصلنا اليه اليوم، أكثر من ثلاثين عاماً، مدة كافية لإحداث تغيرات داخل المحطة، التي انتقلت من إعلام حزبي مسيحي يميني، الى مساحة أوسع، نفضت عنها لغة المتاريس والذهنية الإلغائية التي مثلتها وقتها القوات اللبنانية. صحيح أن أبو زيد واكب هذه المراحل، وتنقل في عمله من مراسل ميداني الى محاور في الأستديو ومذيع للنشرات الإخبارية، لكنه بقي عالقاً في لغة الماضي ولا ينفك في كل مرة، يذكّر بحلم يراوده، يتمثل في إنشاء فيدراليات طوائفية في لبنان. أبو زيد الذي يتولى منصب رئيس «نادي الصحافة»، يحاول في كل مرة اختبار حظه في هذا الطرح، الذي مرّ عليه الزمن، وانتهى مع إنزال البنادق عن الأكتاف، وفتح «المحاور» ومحو خطوط التماس. منذ يومين، عاد الصحافي اللبناني ليغرّد على حسابه، ويعيد التذكير بضرورة «استقلالية المناطق والطوائف»، والجزم بأن «الكلام عن نظام غير طائفي ضرب من الخيال». ولدى سؤال إحدى المتابعات عن أن الفيدرالية هي الحل، أجاب «إنها أحد الحلول»! تغريدة لم يمر على سابقتها ثلاثة أشهر، إذ أثار أبو زيد في شباط (فبراير) الماضي، زوبعة على تويتر، عندما استشهد بإمارة موناكو، التي «تتمتع باستقرار تام وبوضع إقتصادي من الأفضل في العالم»، وليأخذها مثالاً لتطبيق نظامها على لبنان، في انشاء فدرالية. هكذا، ومن وقت الى آخر، يذكرنا أبو زيد بحلم يراوده منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ولا يتردد في طرحه كلما سنحت له الفرصة، في وقت تحاول فيه محطته، الخروج من الشرانق، والإنفتاح على شرائح حزبية وإجتماعية، وتوسيع البيكار ليشمل جلّ اللبنانيين بكافة طوائفهم.