قبل ثلاثة أشهر، أعلنت السلطات التركية، عن إيقاف كافة البرامج السياسية للقنوات المصرية المعارضة التي تبث عبر أراضيها، ومنع شخصيات إعلامية معروفة من الظهور التلفزيوني، بعد التقارب المصري-التركي الذي حدث، ودفع بالأتراك الى الضغط على هذه القنوات التي يدور أغلبها في فلك «الإخوان المسلمين»، ودعوتها الى «التوقف عن نهج العداء والترويج للشائعات وإثارة القلاقل». ضغوط وصلت الى حدّ التهديد التركي بوقف البث نهائياً لأي مضمون «معادي» للدولة المصرية. في الساعات القليلة الماضية، انتشرت أخبار عن نية هذه المنصات الإنتقال الى حواضن «آمنة» خارج تركيا، وبدء تنفيذ خطط كانت قد وضعتها، خلال الأشهر الماضية، للبث من خارج تركيا، للحفاظ على السقوف الإعلامية نفسها التي اتسمت بها هذه القنوات، وبعيداً عن أي «ضغوط أو محاصرة». وقد نقلت شبكة «رصد» المصرية الإخوانية، تصريحاً لإعلامي مصري في اسطنبول لم يكشف عن اسمه، بأنّ «الاعلام المصري الحرّ في المنافي كان وسيبقى المعبّر الأصيل عن هذه الثورة العظيمة إلى أن تصل إلى كل أهدافها ومراميها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية». ولفت الى أن« وجود هذه المنابر الحرة في تركيا في المرحلة الماضية يشكل محطة تتبعها محطات أكثر قوة وتأثيراً منطلقة من كل ميادين العالم الحر»، شاكراً « تركيا شعباً وقيادة أن أتاحت مساحة للعمل بحرية خلال الأعوام الماضية من دون تدخل ونقدر تغير الظرف»، مؤكداً في الوقت عينه بأن «رسالة الإعلام المصري الحر لم تنته ولن تتوقف والبدائل لضمان الاستمرار بلا قيود موجودة».وتابع أن «كل محاولات النظام للتآمر على المنابر الاعلامية وإسكاتها سيظهر فشلها الذريع». وتوجه في نهاية الحوار الى النظام المصري قائلاً: «لا تخدعوا أنفسكم بنصر كاذب، هذا الإعلام الحر هو ملك للشعب المصري (..) وسيبقى هذا الإعلام يكشف الحقيقة كاملة ومنبراً لحوار وطني مفتوح ومعمق بلا خوف، ويوماً ما سينطلق هذا الإعلام من قلب القاهرة محطته النهائية».