في وقت أدخلت معظم القنوات المحلية نفسها في غيبوبة تامة، لما يحصل في الجنوب اللبناني، بعد ردّ المقاومة على الغارات الإسرائيلية، التي وقعت أمس، في منطقتي «الجرمق» و«الشواكير»، أفردت القنوات الخليجية الإماراتية منها والسعودية والقطرية، مساحة معتبرة للنقل الحيّ المباشر، من الأراضي اللبنانية والفلسطينية المحتلة على حدّ سواء. هذه المرة، ومع التصعيد الإسرائيلي بعيد رد المقاومة، واستهدافه بالقذائف المدفعية، منطقة «العرقوب»، وخراج «كفرشوبا»، وانتشار فيديو مجتزأ من داخل بلدة «حاصبيا»، في الإستحواذ على شاحنة للمقاومة تحمل راجمة للصواريخ، استغلت هذه القنوات الفيديو، وراحت تعرضه على مدار الساعة، لتبين بأن ابناء البلدة يعترضون على عمل المقاومة، و«توريطها» في هذه المعركة. لكن سرعان ما نشر الفيديو الكامل لهذه الحادثة، الذي ظهّر انقساماً بين هؤلاء، وأبرز تأييداً للعمل المقاوم. على منصات التواصل، بدت الحركة ظاهرة بشكل واضح، كأنّ هناك مطبخاً واحداً، يدير جوقة من المغردين، في إدانة الرد على «اسرائيل»، وتكريس معادلة الردع، وصعدت أصوات تدين إطلاق الصواريخ، وتربطه بالأوضاع الاجتماعية الصعبة، التي يعيشها لبنان، وتحمّل المقاومة هذا «التصعيد». وعلى الجبهة الخليجية، برز مراسلو هذه القنوات العاملون في مكاتب بيروت، وهجومهم على «حزب الله». في هذا الخصوص، خرجت مراسلة «سكاي نيوز عربية» دراين حلوة، من وسط بيروت، لتتحدث عما حصل، في كفرشوبا، إذ اعتبرت أن «البلدات الدرزية» «ليست بالضرورة مناصرة لحزب الله»، وأنّ الأخير يقوم بتعريض هذه القرى الى القصف الإسرائيلي، التي «تنأى بنفسها» عن «الجبهة الجنوبية». الحلوة، نصّبت نفسها متحدثة باسم أهالي كفرشوبا، وقالت إنّهم «يرفضون زجهم في هذه المعارك المفتوحة على أجندات اقليمية».
وحذرت من حدوث «اضطراب محلي» في تلك البلدات. أما مراسلة «العربية/ الحدث» غنوة يتيم، فاتهمت «حزب الله» بالوقوف خلف «هذه الحوادث»، في ظل «أوضاع اجتماعية وأمنية حساسة» يعيشها لبنان. وقالت بأنّ الحزب يسعى الى «تمرير رسائل وضم لبنان الى محور لحرب مع اسرائيل»، واتهمته أيضاً بتحريك الفصائل الفلسطينية التي أطلقت قبلاً الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة. الشبكة السعودية التي لم تدن الإعتداءات الإسرائيلية، ولم تبرزها، قامت في المقابل بنقل معلومات عن الإعلام العبري، و«طمأنت» بأن «لا إصابات» في صفوف الإسرائيليين. على صعيد الداخل اللبناني، سارعت mtv، التي لم تفرد مساحة لتغطية الحدث الجنوبي، وعلى موقعها الإلكتروني الى ادعاء بأن «حركة نزوح» تشهدها كفرشوبا وباقي البلدات الجنوبية، بعد إطلاق الصواريخ، وعلى الشاشة أعادت احياء بعض وجوه «14 آذار» على رأسهم فارس سعيد، الذي اتهم «ايران باستخدام الورقة اللبنانية لتعزيز التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية».