«الجزيرة» بوجهين: مع الاحتلال... ضد الاحتلال
ما زالت عملية فرار الأسرى الستة الفلسطينيين، تؤرق الإحتلال المتخبّط في عمليات البحث والتقفي مع استخدام آلياته ومروحياته العسكرية وكل ما من شأنه أن يجد أثراً لهؤلاء أو يستدل على طريقهم. قد يكون بديهياً لدى جيش أراد استرجاع «هيبته» الضائعة في هذه العملية البطولية النوعية. لكن اللافت في كل هذه المعمعة دخول «الجزيرة» بقوة على هذا الخط. القناة القطرية التي تنقل احتفالات الفلسطينيين بهذه العملية، تعود وتوجه اليهم طعنات متكررة، عبر انشغالها في الوقت الحالي في مساندة الإحتلال لإيجاد هؤلاء الفارين، أو أقله تواكب حركة جنود الإحتلال في تكثيف الدوريات أو تشديد الحراسة على النقاط الحدودية. فقد نشرت «الجزيرة» أخيراً، تقريراً ينقل «تقديرات» الاحتلال في الوجهة التي سلكها الأسرى، وتجاوزهم «الضفة الغربية»، أو فرارهم الى الأردن. التقرير أيضاً، يسرد كيفية استنفار الإحتلال ووضعه نحو 300 حاجز عسكري في أنحاء فلسطين التاريخية، واستعداده لإنزال قوات خاصة، «في أي وقت ومكان». ونقل التقرير عن عثور قوات الإحتلال على هاتف خلوي قرب الحدود مع الأردن، يبعد 10 كليومترات عن سجن «جلبوع». وأمس، توّجه مراسل المحطة الياس كرام، الى منطقة تشرف على مدينة «أم الفحم»، بجانب حاجز حدودي لجيش الإحتلال. وأثناء ظهوره أمس، راح كرّام يتوجه صوب الحاجز الاسرائيلي ويلقي التحية على جنود الإحتلال. وبعدها قال بأنه من الضروري «سد الثغرات» على السياج الأمني. ولفت الى أنّه يقف بجانب منطقة حرجية ووعرة، تحتاج الى تكثيف الاحتلال لدورياته، سيما أنّ الأسرى الستة يفقهون «بجغرافية» المنطقة في حال وصولهم الى ذاك الحاجز! هكذا، تساند «الجزيرة» قوات الإحتلال في تقفيها أثر الأسرى، وتطعن الفلسطينيين في ظهورهم بعد أن تتغلغل كاميراتها في الأحياء الفلسطينية وتنقل من هناك فرحة الأهالي بهذا الهروب.