«الحدث تخترق مناطق نفوذ حزب الله المغلقة للمرة الأولى» عنوان الحلقة الأولى من برنامج «وجهاً لوجه» بموسمه الرابع على قناة «الحدث» السعودية. الحلقة التي تمتد على ثلاثين دقيقة، تضع أمامنا «مهارة» صناعة التحقيق الإستقصائي، الذي يتبين أنه يتكئ على تقاطعات وتلفيق معلومات للخروج بنتائج تعمّم لاحقاً. اتجهت الحلقة الى الحدود الشمالية اللبنانية مع سوريا، واستعانت بالجيش اللبناني، ليتحدث عن رصده عمليات التهريب، ووضعه الإمكانيات اللوجستية للحؤول دون تمكّن هؤلاء المهربين من العبور الى سوريا عبر المعابر غير الشرعية. وعلى الرغم من وضع الجيش للمضبوطات وللخرائط وأيضاً لعمليات مكافحته للتهريب، الا أن الشبكة السعودية، أقحمت «حزب الله» في القضية. هكذا، مررت الكاميرا في منطقة «القصر» الحدودية، والتقطت صور محطات وقود فارغة ومقفلة، ادعت أنها تشكل «غطاء لعمليات التهريب»، خاصة أنها تقع «ضمن نفوذ حزب الله» حسب التقرير. إذ تم التركيز على اللافتات والصور الحزبية الموجودة في المكان، وعلى محطات الوقود الفارغة، لربط الصورتين والخروج بنتيجة أن «حزب الله» يحمي المهربين ويسهّل أعمالهم! وعلى الرغم من تنقل فريق البرنامج بين المناطق الحدودية، وحتى اعتلائه أبراج المراقبة، الا أنه لتوكيد اتهام صوب الحزب، استعان بأحد المهربين من طرابلس، وآخر من منطقة «الهرمل» لسرد كيفية تنفيذ عمليات التهريب وعبر أي نقاط حدودية. وكان لافتاً سؤال المعدة للمهرّب البقاعي، مع من يقف في حال كان أمام اختيار حرج: مع عشيرته؟ أو «حزب الله»؟ أو الدولة؟ فأجاب الرجل أنه يقف مع الحزب، كونه «يتعامل باحترام مع الناس»! هكذا، نضحي أمام عمل تلفزيوني هجين، يتكئ على تلفيق المعلومات واسقاط سيناريوات وهمية، بدل تقديم دلائل دامغة للمشاهد عن تلك الإتهامات بما أن البرنامج يندرج في الأصل ضمن ما يسمى الصحافة الإستقصائية!