صحيح أن جلسة منح الثقة للحكومة، والسيناريوات المحيطة بها، استحوذت على المشهد أمس، لكن ثمة حركة أمنية قضائية أخرى، تجري في الموازاة وتحديداً في ما بات يعرف بـ «نيترات بعلبك» اي الشحنة المصادرة يوم السبت الماضي، والمحمّلة بعشرين طناً من مادة «نيترات الأمونيوم» المندرجة ضمن المواد العسكرية والخطرة (نسبة الأزوت تفوق 37%). الملف الأمني أضحى اليوم بيد «شعبة المعلومات»، وقد بدأت في الساعات الأخيرة تتكشف حقائق، وتنسج في المقابل، سرديات تحاول إبعاد اصابع الإتهام عن مارون الصقر المسؤول في «القوات». بحسب التحقيقات، تبيّن أنّ علاقة تجارية تجمعه بصاحب البضاعة سعد الله الصلح، وأنّ أطنان «النيترات» مصدرها مزرعة الصقر. إزاء حفلات التضليل الإعلامي المستمرة في هذا الملف، سيما من قبل mtv، لا شك في أنّ منصات إعلامية أخرى، بدأت تشتغل على خطّ التحقيقات وتسريباتها، لتسهم ربما، في ازدياد الشكوك، حيال ربط هذه المواد الخطرة والمتفجرة بتلك التي خزّنت في المرفأ قبل الرابع من آب، والقول بأن الشحنة المضبوطة جديدة، ولا علاقة لها بـ «نيترات» المرفأ، كما أوردت lbci، أمس في نشرة أخبارها. سرّبت المحطة معلومات عن مسار التحقيق القضائي، ونقلت عن شاهدين جديدين في الملف، بأن شهادتهما أسهمت في استجواب الصقر مرة أخرى. من جتها، بقيت قناة «المرّ» مصرّة على ربط قضية الشحنة بـ«حزب الله»، فقط لأن المنطقة المصادرة منها الشاحنة تقع «في معقله»، كما أورد تقرير إخباري أمس للمحطة. التقرير الذي امتد على ثلاث دقائق من الوقت، «تخوّف» من «مساع لربط» القضية بمارون الصقر، الذي «لا يستورد سوى أسمدة زراعية» وفق القناة. التقرير استضاف كذلك، محامي الصقر جورج الخوري، وأفرد له مساحة للدفاع عن موكله، بالنفي بأن الأخير يستورد «الأمونيوم»، وأنه قام بإلغاء سفره الى تركيا، بعد استدعائه للتحقيق! وسأل: «من يحاول الإيقاع بمارون الصقر»!. في نهاية التقرير، سأل معده نخلة عضيمي، عن «الجهة القادرة على ادخال واخراج النيترات من المرفأ»، ليدرئ التهمة عن الصقر، وليغمز بطبيعة الحال من قناة «حزب الله»!