لا تملّ قناة «الجديد» ولا تخجل من الترويج طوال الوقت للمغني «التائب» فضل شاكر. فقد وضعت المحطة على سلّم أولوياتها قضية شاكر الهارب من وجه العدالة بعد تورطه في أحداث عبرا (صيدا - جنوب بيروت) التي راح ضحيتها شهداء من الجيش اللبناني. يمكن القول بأن القناة اللبنانية تحطّم رقماً قياسياً في استضافة شاكر سواء على الهاتف أو في لقاءات حوارية، متخطية بذلك الأحكام الصادرة من المحكمة العسكرية بحقه ومن بينها تلك التي قضت بتجريده من حقوقه المدينة. فالفنان المتخفّي في مخيم عين الحلوة (صيدا)، بات ضيفاً مرحّباً به في «الجديد»، ومادة إعلامية لإثارة الجدل. ولو قمنا بجولة سريعة على برامج القناة التي استضافت أو تحدثت عن صاحب أغنية «الحب القديم»، لوجدنا أنه حضر في جميع البرامج حتى السياسية منها. فقد حاوره سابقاً طوني خليفة في برنامجه الاجتماعي، وكذلك أطلّ في وثائقي مع فراس حاطوم الذي حاول الالتفاف على قضية شاكر عبر ثلاث حلقات تلفزيونية بعنوان «حكاية طويلة» عرضت في آذار (مارس) 2018. لم تكتفِ الشاشة التي يبدو أنها حملت لواء الدفاع عن شاكر، بل أحبّت أن تفتتح برمجة الخريف الحالية بلقاء مع فضل وإبنه محمد. إذ طرحت «الجديد» برومو الحلقة الاولى من برنامج «مع تمام» الذي ينطلق غداً (21:30) ويقدمه تمام بليق، كاشفة أن الاب والابن سيحلان على العمل. في البرومو الترويجي، يظهر إتصال بليق مع فضل، قائلاً بأنه «يتمنى أن تنحلّ قضيته». أما محمد فتنهمر دموعه على الهواء، في محاولة لإستعطاف الرأي العام حول قضية والده المتخفي عن الأنظار منذ سنوات. بهذه الخطوة، لا تعير «الجديد» أهمية لمشاعر أهالي الشهداء الذين سقطوا في أحداث عبرا.