ما هي قضايا الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع؟ ما مسؤولية الصحافة اللبنانية بقسميها التقليدي والرقمي تجاههم؟ وما هي الأسباب التي تغيّب مقاربات حقوق الانسان في الصحف؟ انطلاقاً من هذه الاشكاليات، نظمت جمعية «العناية الصحية» SIDC بالتعاون مع frontline aids جلسة مناقشة مسودة أولية لثلاث وثائق تتناول موضوع الوصم والتنميط ضد الفئات الأكثر هشاشةً في الصحف الورقية والرقمية اللبنانية. تأتي هذه المبادرة ضمن مشروع «استدامة خدمات فيروس نقص المناعة البشري لفئات السكان المعنية في الشرق الأوسط وشمال الأفيريقيا» الذي يأتي تمويله من «الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا».في سياق العرض والمناقشة، قامت ناديا بدران كممثلة عن «جمعية العناية الصحية» بافتتاح الجلسة وعرضت المشروع وأهدافه. ثم تحدّثت جوانا فيّاض كخبيرة في الإدماج الجندري وممثلة عن «المعهد العربي للمرأة» في «الجامعة اللبنانية الاميركية» حول دور المعهد في الحديث والتوعية تجاه الحقوق الجندرية. وعرضت المحامية منار زعيتر مسودة «الوصم والتنميط ضد الفئات الأكثر هشاشة في الصحف الورقية والرقمية اللبنانية» التي تشاركت مع مصطفى عاصي في اعدادها.
وخلصت المسودة الى تمنيات على الصحافيين بمقاربة قضايا الأفراد الأكثر هشاشة في المجتمع بطريقة إيجابية من بينها: الوعي بوجود أزمة خطاب عام حول صورة الفئات الأكثر هشاشة في الإعلام، التشديد على حساسية دور الصحافي الذي يمكن أن ينتج وصمة تجاه فئة محددة إن أدى دوره بسلبية، وتشجيع الصحافيين على رصد الصور النمطية تجاه الفئات الأكثر هشاشة داخل المجتمع اللبناني، ما يساعد الصحافي على إنتاج مواده الاعلامية بموضوعية.
وتناولت المسودة أيضاً مدونة سلوك التعامل الصحافي مع الفئات المهمشة، ومن بينها أفراد مجتمع «الميم-عين»، المتعايشون والمتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة، مستخدمو ومستخدمات المخدرات، مقدمو ومقدمات الخدمات الجنسية لقاء مقابل وغيرهم.