بعد دخول الإمارات المجال السينمائي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي سعياً نحو تسويق روايتها عن العدوان على اليمن، عبر إطلاق فيلم «الكمين» (اخراج: بيار موريل)، الذي يقدم صورة ناصعة عن الجنود الإماراتيين الغزاة، ويغيّب تماماً واقعة العدوان والتجزير بالشعب اليمني، ها هي الإمارات مجدداً تدخل المجال عينه. هذه المرة، يعرض وثائقي «أنصار الإرهاب» على «سكاي نيوز عربية». الفيلم الذي أنتجته الشبكة الإماراتية وعرض أمس على شاشتها، يندرج في الإطار التسويقي عينه، وتقديم السردية المضلّلة والمجتزأة لهذا العدوان، في ظل التصعيد العسكري الحاصل اليوم، الذي يدّك فيه «أنصار الله» أهدافاً في كل من أبو ظبي ودبي. تصعيد يقابله على ما يبدو، شهر الإمارات لسلاح الوثائقيات، في سياق تشويه صورة «الحوثيين» ووصفهم بـ «الإرهابيين». الفيلم الذي لا تتعدى مدته النصف ساعة تلفزيونية، يعرّج على نشأة «الحوثيين» في اليمن ويتهمهم بتجنيد الأطفال، وكتم الأصوات المعارضة. كما يصرّ على ربط هذه الجماعة بـ «القاعدة»، و«داعش» لتشملها صفة «الإرهاب». يستعين الفيلم بمجموعة صحافيين وخبراء عسكريين لتقديم وجهة نظر واحدة تخدم سياسة الإمارات حيال «الحوثيين»، أمثال فريد فيلتز المسؤول السابق في «المجلس القومي الأميركي»، وعبد الله القحطاني الخبير العسكري والإستراتيجي، ونجيب غلاب وكيل «وزارة الإعلام اليمينة». واللافت في الوثائقي حديثه عن «الأزمة الإنسانية» التي يعانيها اليمنيون، وعن تشكيل جماعة «أنصار الله» العائق أمام وصول المساعدات!. يغيب كلياً العدوان العسكري المستمر منذ سبعة أعوام على اليمن وما يخلفه من ضحايا وصل اليوم الى 47 ألفاً بحسب آخر إحصاء أعلنه وزير الصحة العامة والسكان في حكومة صنعاء، طه المتوكل، الى جانب التجزير بالأطفال وقصف المستشفيات والمدارس من قبل المقاتلات الحربية السعودية والإماراتية. إذاً تزامناً مع اهتزاز الأمن في الإمارات، تستعين الأخيرة بورقة الوثائقيات لتزوير الحقائق والتحريض، مع الإصرار هذه المرة على الدفع قدماً نحو تصنيف «أنصار الله» كجماعة إرهابية، والتعاطي معها دولياً كما «داعش» و«القاعدة» في وقت يرتدي فيه مصطلح «الإرهاب» ثوباً مطاطاً يستخدم حسب الحاجة، وينزع عمن يقومون بأفعال الإرهاب.