mtv مائعة في لبنان... «مقاوِمة» في أوكرانيا

  • 0
  • ض
  • ض
mtv  مائعة في لبنان... «مقاوِمة» في أوكرانيا
تغّنت المحطة بـ«المقاومة» الأوكرانية وتشدقت بأساليبها المبتكرة

«مقاومة» عبارة غابت طويلاً عن أدبيات mtv، واستخدمت في سياقات سياسية لا تمت لها بصلة. عبارة عادت اليوم بقوة الى شاشة «المرّ» لتستخدم هذه المرة في الأزمة الأوكرانية-الروسية. منذ اليوم الأول للتدخل الروسي في أوكرانيا، وmtv تستشرس في وجه الدب الروسي، وتناصر أوكرانيا حليفة الغرب. استشراس تمثل بداية في توجيه نشرات أخبارها، وقولبة التحليل صوب غلبة الأوكرانيين على الروس رغم الإمكانيات العسكرية المتواضعة التي يمتلكها هؤلاء مقارنة بالقوة الروسية، عبر ما أسمته «حرب العصابات» التي «ستستنزف الجيش الروسي» بحسب المحطة. لم تكتف القناة بالتغطية المنحازة، بل أوفدت مراسلها آلان ضرغام الى الأراضي الأوكرانية لمواكبة العملية العسكرية. تغطية اتسمت بالإنحياز، وبالحماسة الشديدة، حيال ما يذيعه من معلومات حول هذه العملية. أمس، وقف ضرغام أمام كاميرته، وبحماسة عالية، كادت أن تصيب أضراراً في حنجرته، بشّرنا بأن «المقاومة الأوكرانية ما زالت صامدة»، وأن السبب يعود الى «الأسلحة الفتاكة» التي تستخدمها ويمدها بها الاتحاد الأوروبي. ضرغام اعتمد على أرقام وزارة الخارجية الأوكرانية، بشأن الخسائر العسكرية التي لحقت بالروس، وهي أرقام ـــ واضح أنّه مبالغ فيها ـــ عن حجم تحطيم المروحيات والآليات العسكرية. وأخبرنا أيضاً، عن تواجد «المقاومة في الأحياء» التي «صدّت» مراراً انزالات جوية روسية، وأتبعها بعبارة «الشعب يقاوم». وفي تقرير إخباري أيضاً، أضاءت mtv، على ما وصفته بـ «المقاومة الذكية»، في أوكرانيا، أي من خلال ابتكار الأخيرة أساليب «ذكية للمقاومة»، وتوزيع الأسلحة على المدنيين، وتصنيع قنابل المولوتوف، وإزالة لافتات الطرق «لإرباك القوات الروسية». هذه الأساليب أكد التقرير بأنها «ستطبع التاريخ». هكذا، واستناداً الى النموذج اللبناني، تسقط mtv، مصطلح «مقاومة» التي حررت الأرض ووقفت بوجه الإحتلال الإسرائيلي وأرست معادلات الردع، وتكنيها بـ «الميليشيا» لا بل تعمل ليلاً نهاراً على تشويه صورتها وأبلستها، مقابل استشراسها أوكرانياً وانحيازها الكامل لا بل تشدقها ومديحها بتشكل مجموعات شعبية لصدّ الهجوم الروسي والتغني بأساليبها المبتكرة! اسئلة تطرح حول سياسة الكيل بمكيالين وسقوط المعايير المهنية الموحدة، التي يفترض أن تنحاز الى من هم اقرب جغرافياً اليها، وفي «الإنتماء الوطني» أيضاً.

0 تعليق

التعليقات