بعد 30 عاماً على طرحه، عاد فيلم «الإرهاب والكباب» (تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة ـــ 1992) الشهير الى الواجهة، حين وجّه له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سهام النقد. إبان مشاركة السيسي في فعاليات «المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية»، ذكر الفيلم الشهير، واتهمه بأنه «جعل المواطن خصماً للدولة لا خصماً للسلبية». وربط السيسي أحداث الفيلم بثورة «يناير» (2011) قائلاً: «هدوا البلد في 2011، ولولا كرم ربنا، ربنا أفاض علينا، اللي بيروح مش بيرجع ». واعتاد الرئيس المصري على الإشادة بأعمال فنية سينمائية تتوافق مع أهواء المنظومة الأمنية والبوليسية للدولة المصرية. على سبيل المثال، أشاد العام الماضي بمسلسل «الإختيار 2» وأكد وقتها «أن الدراما يجب أن تقدم أكثر من ذلك وتتناول أحداثاً كثيرة بعد أن تجاوزها المصريون». لكن يبدو أن «الإرهاب والكباب» ما زال يخيف الطبقة السياسية في مصر رغم مرور ثلاثة عقود على إطلاقه سينمائياً، بعدما ركز فيه الكاتب وحيد حامد على تيمة المواطن المجابه للحكومة، وللفساد، في الدوائر الحكومية، والدينية والإجتماعية. الفيلم الذي يندرج ضمن خانة الكوميديا السياسية، يحكي قصة مواطن (عادل إمام) يتجه الى «مجمع التحرير» لنقل أولاده من مدرسة الى أخرى ويصطدم بالبيروقراطية الحكومية، فيقرر الإنتفاضة على هذه المنظومة وينضم اليه كثيرون داخل المجمع ممن لحق بهم الظلم والضرر، وتختصر مطالبهم بوجبة «كباب» كانت تعبّر وقتها عن أعلى طموح للفقراء.