كما كان متوقعاً، ألقت رشا شربتجي القبض على مشاهدها بإحكام منذ الحلقة الأولى لمسلسلها «كسر عضم» (كتابة علي الصالح وبطولة: كاريس بشار وفايز قزق وخالد القيش وسامر اسماعيل ومحمد قنوع وولاء عزّام) بلعبة البدء من ذروة درامية عالية، وصدم المشاهد بحدث كبير من التمهيد والاستهلال وإضاعة الوقت الجوهري في كسب المتابع. تمكّن المسلسل من لفت انتباه المشاهد. واستطاع الامساك منذ اللحظات الأولى. جريمة قتل تحصل بعد أن ينوي رجل سرقة عشيقته فترة غيابها المدبرة من قبله، فتباغته ابنتها فجأة وتعود صاحبته ليحصل اشتباك تجعله يقتلها من دون قصد، عدا مباغتة الجيش لمخبئ مسلّحين، فيما تشتعل الحلقة الثانية بعملية تفجير مدبّرة بطريقة محكمة تودي بضبّاط كبار..هنا يطلّ سامر اسماعيل بأداء بارع يترجم فيه لحظات ما بعد الكارثة، وهذا ما شهده وعاينه السوريون جيداً خلال عقد من الدم والحرائق! ما زالت بطلة العمل كاريس بشار حتى الآن في مرحلة الإحماء.. عموماً تشي الحكاية بإمكانية التسلل إلى مطارح فساد لم يسبق التجرؤ على اقتحام حصونها! لكنّ مشهداً للممثلة الشابة نور علي في الحلقة الثانية من العمل لفت نظر المتابعين، إذ تؤدي دور طالبة تسكن المدينة الجامعية، ثم تجري فحص الحمل المنزلي من خلال الدم، وهو خطأ غريب لا يعرف أحد كيف مرّ على طاقم العمل. علماً أن استخدام فحص الحمل المنزلي الموجود في كل الصيدليات شائع عند معظم الناس!عموماً ما زال طاقم العمل تحت ضغط العمل بعد فتح كاميرتين إضافيتين ما يهدد وحدة المشاهد من الناحية الفنية والتقنية والرؤية الإخراجية عموماً. يبقى التعويل على الحكاية المتصاعدة والأداء التمثيلي المحكم. أما الوقت والإنجاز السريع، فهما وجه المخاطرة الوحيدة في «كسر عضم».