لأكثر من عشر ساعات، أوقف الفدائي الفلسطيني رعد حازم كيان الإحتلال على «إجر ونص». الشاب المتحدر من مخيم «جنين» استطاع اختراق التحصينات الأمنية للإحتلال الإسرائيلي في المخيم، وتنفيذ عملية نوعية في قلب «تل أبيب»، موقعاً 3 قتلى وأكثر من 12 جريحاً، حالة بعضهم حرجة. ورغم انتشار الفيديوات التي تظهر الرعب الذي أصاب الصهاينة، لحظة تنفيذ العملية، والإتيان بعشرات الجنود الإسرائيليين للبحث عن المنفذ، وصولاً الى الإستعانة بقوات النخبة، الا إن الإعلام الخليجي، لم يأت على ذكر بطولية هذه العملية النوعية، ولا بسالة الشاب الفلسطيني (29 عاماً)، الذي حشد الإحتلال لأجل العثور عليه المروحيات والوحدات العسكرية الخاصة، الى حين استشهاده قرب أحد مساجد يافا، بعد اشتباكه مع عناصر «الشاباك». فقد احتفى الإعلام الخليجي باستشهاد الفدائي الفلسطيني، وغلبت على تغطيته السردية الإسرائيلية، في تطابق كامل مع ما تبثه القنوات العبرية من مصطلحات وسياقات تخدم الإحتلال. فقد كان لافتاً توحيد عناوين الأخبار بين كل من: «سكاي نيوز» و«الجزيرة»، و«العربية» حول إعلان «اسرائيل» «مقتل منفذ هجوم تل أبيب» (سكاي نيوز)، أو «تصفية منفذ هجوم تل أبيب» (العربية/ الجزيرة). الى جانب إعلان خبر استشهاد الشاب الفلسطيني، راحت هذه القنوات تفرد مساحات لتصريحات أجهزة الأمن الإسرائيلية، إذ نقلت «سكاي نيوز» الإماراتية عن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي ما كشفه عن تفاصيل العملية قائلاً: «بعد ليلة صعبة وساعات طويلة من العمل للشرطة الإسرائيلية وأجهزة الأمن الداخلي والجيش، نجحنا هذا الصباح في إحكام الخناق عليه في تبادل لإطلاق النار». و«طمأن» بأنه «لم يصب أي شرطي في تبادل إطلاق النار». وفي السياق عينه، نقلت «الجزيرة» عن الشرطة الإسرائيلية قولها: «نجحنا بالتعاون مع الاستخبارات في تصفية منفذ هجوم تل أبيب في تبادل لإطلاق النار»، في وقت كانت فيه القناة القطرية تضع الزيت على النار، عندما نقل مراسلها في «القدس» وليد العمري، عن أن الشاب الفلسطيني «تلقى مساعدة من فلسطينيي الداخل» في إطار التحريض أكثر على هؤلاء ودفع الإحتلال لملاحقتهم. ولم يختلف عنه زميله في «العربية» زياد حلبي الذي تواجد في مكان تنفيذ العملية، إذ وصف الساعات المقبلة بـ«الدراماتيكية»، واستخدم مصطلح «هجوم» للدلالة على العملية، وايضاً عبارة «ضحايا» في وصفه للقتلى الإسرائيليين. هكذا تتوحد التغطيات الخليجية المنحازة إسرائيلياً، وتتعزز اكثر فأكثر صهيوينة هذه المنابر.