«داليا والتغيير» أو «داليا والتجديد» اسمان طبعا برنامجاً تنقل بين otv و«الجديد» وعرف بتقديم المساعدة الى المعوزين والمعدومين عن طريق الدخول الى المنازل وتغيير الأثاث وتصليح الأعطال. طبعاً كل هذه التقديمات لا تطرح بشكل مجاني، بل يشبّك البرنامج مع مجموعة شركات تقدم هذه الخدمات مقابل الترويج الإعلاني لها. بعد توقف حلقات الموسم الرابع من «داليا والتجديد» على «الجديد»، عادت داليا كريم اليوم لتظهر على الشاشة، في شهر الصوم. هذه المرة، لم تحمل مع فريقها معدات القياس الهندسية وتقوم بمعاينة المنازل المهترأة، بل دخلت الى الأحياء المعدمة في طرابلس، التي صوّر فقرها بطريقة استعراضية، لتظهر وخلفها مساعدها يحمل «كرتونة» إعاشة، ويدخل البيوت، ويصار بعدها الى تصوير المنزل الفقير وقاطنيه. لا يتوقف المشهد هنا، بل تعمد كريم في نهاية هذه الفقرة الى «إشهار» ظرف يحوي مبلغاً من المال تقدمه الى صاحب/ة المنزل. هكذا، مع تردي الأوضاع الإقتصادية، خرج «داليا والتغيير» عن مساره، ودخل موجة الإستعراض الإنساني، وبازار «كرتونة» الإعاشات في زمن الصوم القاسي، وموسم الإنتخابات. إذ لم يعد هذا المشهد مختلفاً عما يحصل في المناطق اللبنانية من توزيع للرشى وشراء الذمم بـ«كرتونة» إعاشة أو مبلغ مالي، أو حتى قسيمة شرائية غذائية تحاول سدّ رمق الأفواه الجائعة!