مع انتهاء استحقاق انتخاب رئيس البرلمان ونائبه، بدأت موجة إعلامية مغايرة تتبدى، حيال نواب «التغيير». موجة تجلّت بفتح النار على هؤلاء النواب، والهجوم على خطابهم وأدائهم في انتخابات البرلمان وأيضاً في انتخاب اللجان النيابية التي خسر فيها هؤلاء، رئاسة أي لجنة أساسية في البرلمان. بعد أكثر من أربع سنوات على تبني خطاب مناهض للسلطة الحالية ومحرض عليها، في مقابل التبشير بـ «التغيير» وقلب المعادلات ومناصرة اللبنانيين، انقلب المشهد اليوم: أعادت بعض القنوات تموضعها سياسياً، في سياق يُشتم منه رائحة الإنقلاب على الذات، بما أن الكفة راجحة على ما يبدو نحو ما يسمى قوى السلطة. فقد ولّدت الإنتخابات الأخيرة للجان النيابية، نقمة اضافية على «التغييرين» الذين خسروا معركتها، ولم يحصدوا سوى مقعد يتيم في اللجان النيابية الأساسية، مع دخولهم حقول التسويات والتزكية كأعضاء في هذه اللجان. بعدما هاجمت mtv، قبل أسبوعين، هؤلاء النواب، غداة انتخابات رئاسة البرلمان، واتهمتهم بـ «الإستعراض»، و«التلهي بالسيلفي والعراضات الشعبية»، ها هي تجدّد أمس، هجومها على هؤلاء بعد انتخابات اللجان النيابية، وتسأل: هل هم «نواب تغيير أم توافق؟». ففي تقرير عرض أمس في نشرتها الإخبارية، وصفت المحطة ما قام به هؤلاء بـ «المعارك الدونكشوتية»، بعدما خسروا ترؤس اللجان النيابية الأساسية، ودخلوا كأعضاء بالتزكية فيها. إذ اتهمتهم المحطة هنا، بالدخول في لعبة التوافق مع السلطة. هجوم mtv، لم يكن الوحيد الذي صوب نيرانه تجاه «التغييرين»، بل عملت مواقع الكترونية أخرى، على التبخيس من قدرات هؤلاء النواب، والجزم بأنهم خسروا قاعدتهم الشعبية، بسبب تلقيهم أكثر من خسارة، ورفعهم شعارات تحولت الى «كلام فارغ» مع الوقت. ركزت هذه المواقع على المحطات التي رفع فيها هؤلاء السقف سياسياً، بخاصة في ما يتعلق باسقاط نبيه بري في انتخابات البرلمان، وادعائهم التحكم باللعبة البرلمانية، وإذ ببري يفوز، وينفرط عقد «التغييرين» ويتظهر عجزهم عن فرض أي معادلة داخل البرلمان. هكذا، يتصاعد يومياً الخطاب الهجومي تجاه نواب «التغيير»، في سياق يضعنا مجدداً أمام تساؤل: هل هذه المنصات التقليدية والإلكترونية، تعيد تموضعها سياسياً؟ وهل انتفت صفة المنفعة عن «التغييريين» كي يُرجموا اليوم إعلامياً؟.