لن يزيد عدد المسلسلات الشامية هذا الموسم عن اثنين هما «العربجي 2» (كتابة عثمان جحى ومؤيد النابلسي وإخراج سيف السبيعي، بطولة باسم ياخور ـــ يعرضه التلفزيون السعودي وهو من إنتاجه ــــ lbci)، و«بيت أهلي» (كتابة فؤاد شربجي وإخراج عبد الباري أبو الخير). وكان الموسم الأول من «العربجي» قدّم شخصية عبدو العربجي (باسم ياخور) الذي يتعرّض للظلم الشديد، ثم يُمعن خصومه في إذلاله. يبدأ عندها رحلة الانتقام وردّ الصاع صاعين، ضمن سيرة شعبية يمكن أن يخلق لها مبررات وذرائع كافية للاستمرار نحو مجموعة أجزاء وفقاً لمنطق الصراع ذاته. هذا ما حصل بعدما أرسل العربجي ابن خصمه مقتولاً. انتهى الجزء الأوّل، لتستمرّ الحكاية، بعيداً من المفردات والطقوس المعتادة في أعمال البيئة الشامية على غرار «العكيد» و«الزعامات» و«العضاوات». أما العمل الثاني فهو «بيت أهلي»، حيث نشاهد المقترح الذي كان سيقّدمه الكاتب فؤاد شربجي كجزء جديد من «باب الحارة» عندما أراد الراحل بسام الملّا الاستمرار بسلسلته الشهيرة، لكنه لم يتمكّن بسبب إقرار القضاء بملكيّة المنتج محمد قبنض للمشروع. عادت شركة «قبنض» وتملّكت نصّ شربجي، وأسندت إخراجه إلى تامر اسحق تحت عنوان جديد ومعالجة مختلفة بعنوان «بيت أهلي» («الشارقة»، و«الظفرة»، و«سما»، و«لنا») بطولة: أيمن زيدان وصفاء سلطان وغيرهما. العمل محاولة لتصدير الغنى الاجتماعي والإنساني للبيئة الدمشقية، إلى جانب ما تقدّمه من عمق درامي يخلق صراعات مؤثرة، ويشعل عواطف متأجّجة تعبّر عن وجدان هذه البيئة في سعي الإنسان إلى الحب وتأسيس العائلة. من جانب آخر، غابت الكوميديا بشكل شبه كلي عن هذا الموسم، إذ تقتصر على «ما اختلفنا» (مجموعة كتاب وإخراج وائل أبو شعر ــ إنتاج «التلفزيون العربي»- «ميتافورا »). المسلسل تقليد لسلسلة «بقعة ضوء» وفقاً للمنطق والمنظومة والرؤية ذاتها، تؤدي بطولته مجموعة من نجوم الكوميديا السورية على رأسهم باسم ياخور وأحمد الأحمد وشادي الصفدي. العمل عبارة عن لوحات كوميدية تحاكي الأوضاع المجتمعية والخدمية في سوريا، لكنها صوّرت في لبنان، بمعنى أنها نسفت البيئة التي تعتبر حاضنة أساسية لنجاح هذه اللوحات.