أنجزت شركات الإنتاج في سوريا أعمالاً لم تتح لها فرصة العرض في الموسم السابق، فأجّلتها إلى هذا الموسم. هذا ما حصل مع «السراديب» (كتابة هلال الأحمد ورند حديد، وإخراج كنان اسكندراني، وإنتاج شركة «كلاكيت» وبطولة رشيد عساف، عبد المنعم عمايري، فايز قزق، كرم الشعراني، ولاء عزّام ــ LBCI). يعدّ العمل الجزء الثاني من «كسر عضم» (2022 ـ كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي). بعدما أرادت الشركة استثمار نجاح الجزء الأوّل، نشب خلاف مادي جعل المخرجة والكاتب يعتذران عن عدم إكمال المشروع، فأسندته الشركة إلى فريق جديد من دون أن تتمكّن من إنهاء التصوير والعرض في العام الماضي، فأُجّل إلى هذا الموسم وانتهى تصويره في الإمارات أخيراً ليُعرض هذا الشهر. في الجزء الأول، بدأت القصة من ذروة درامية عالية، وصدمت المشاهد بحدث كبير من دون تمهيد واستهلال وإضاعة الوقت الجوهري في كسب المتابع. جريمة قتل تحصل بعد أن ينوي رجل سرقة عشيقته، فيقع اشتباك يجعله يقتلها من دون قصد، عدا مباغتة الجيش لمخبأ مسلّحين، فيما تشتعل الحلقة الثانية بعملية تفجير مدبّرة تودي بضبّاط كبار. بعدها يظهر رجل متنفّذ هو «الحكم» الذي يمسك خيوط اللعبة، معتمداً على يده اليمنى الانتهازي «أبو مريم» الذي يأخذه إلى مآلات موحلة يخسر فيها عائلته وأولاده، فيقدم هذا المتنفّذ الفاسد على حرق أبو مريم مع كميات كبيرة من المال في أحد مستودعاته السرية! كلّ المعطيات كانت تقول بأن القصة انتهت، لكن المنطق التجاري سيجد منفذاً عبر نجاة أبو مريم ليندلع الجزء الثاني، مترصّداً رحلة انتقامية بمساعدة متنفّذ جديد ليصفّي حساباته مع الحكم.أما في عشارية «وصايا الصبّار» (كتابة فادي حسين وإخراج سمير حسين، وبطولة أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، صفاء سلطان، فايز قزق... ـ قنوات «أبو ظبي») فينطلق العمل من عائلتين، إحداهما صاحبة نفوذ اقتصادي، وأخرى تنحدر من طبقة مسحوقة. تندلع الأحداث عندما تحاول إحدى العائلتين السيطرة على الأخرى، فيتحول الأمر إلى حرب وتصفية حسابات عن الماضي والحاضر المشترك المربك الذي يجمعهما. يراهن العمل على جرعة التشويق العالية، باعتبار أنه أُنجز على مهل، إضافة إلى أنّ القصة التلفزيونية تسير بخطى مدروسة نحو نهايتها من دون ألغاز وأحجيات تشتّت المتفرج، بل تحاول الغوص في الرواسب النفسية لكل شخصية، فتحقق شرط التشويق المناسب الذي يدفعك إلى متابعة الحكاية إلى آخرها.
أما في «كانون» (تأليف علاء المهنا، ومعالجة درامية خالد إبراهيم، وإنتاج جميل الغيث وناصر الجوابرة. بطولة: بسام كوسا، مهيار خضور، ميلاد يوسف، رنا الأبيض، سلمى المصري، هبة نور...)، فنحن أمام عمل ينطلق من القاع الدمشقي، وتحديداً من «سوق الحرامية» ليضيء على نماذج حياتية مسحوقة ضمن حكاية بوليسية تجري في قالب تشويقي، والاقتراح الحكائي هو تدوير لسيرة بطل شعبي يؤديه مهيار خضّور. وأخيراً سيعرض التلفزيون السعودي ومنصة «شاهد» مسلسلاً مؤجّلاً من الموسم الماضي هو «مال القبّان» (كتابة علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج رشا شربتجي) الذي يقارب واقع المجتمع السوري.