تيم حسن ماركة مسجّلة. هذا استحقاق منطقي لم يعد خافياً على أحد، طالما أنه وصل إليه بفضل ما صنعه عبر تاريخ طويل من شغل فني رفيع في غالبيته، طوّع فيه مكانة عالية تفوّق فيها على جميع زملائه السوريين متّكئاً على قبوله الساحق، والكاريزما المتفرّدة، والموهبة الساطعة، والثقافة المبنية بالتراكم. هكذا، خرج بذكاء يُحسب له من ورطة فنية اسمها «الهيبة» بعد ما استنفدت الفكرة عبر إنتاجها على مدار أجزاء تلفزيونية وفيلم سينمائي. صار تيم اسمه عند الغالبية العظمى من المشاهدين العرب «جبل» على اسم الشخصية الشهيرة. استعان «نجم الوسامة السوري» بزميله وصديق دراسته عمر أبو سعدة، وأخذ منه نصّاً آسراً وحققا معاً برفقة المخرج سامر البرقاوي وشركة «الصباح» نجاحاً مشهوداً العام الماضي في «الزند» وهي مادة سورية خالصة وجديدة ومحكمة.
تيم حسن وفايا يونان في المسلسل
كرر تيم حسن التجربة هذا العام مع الكاتب عمر أبو سعدة، والمخرج البرقاوي ليكون الموعد مع حكاية جديدة قيل بأن كلفة إنتاجها هي الأعلى في تاريخ الدراما السورية (وصلت إلى ما يناهز 8.5 ملايين دولار أميركي). يعيدنا مسلسل «تاج» (كتابة عمر أبو سعدة وإنتاج «صبّاح إخوان» بطولة: تيم حسين، بسام كوسا، فايا يونان، نورا رحّال، إيهاب شعبان، جوان خضر، كفاح الخوص، عبد الرحمن قويدر، أوجا أبو الدهب ـــ mbc1 و«الجديد») إلى سوريا في حقبتي أربعينيات القرن الماضي وسط أحداث تشويقية مع جهد إنتاجي مبهر على مستوى الديكور والعناصر الفنية التي بنيت خصيصاً وتركت انطباعاً لافتاً عند كلّ من أتيحت له زيارة مواقع التصوير. كل ذلك في محاولة استعادة تلك الحقبة المزدهرة في سوريا. أما الحكاية، فتنطلق زمنياً قبل استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي بسنوات قليلة وتتحدث عن شخصية «تاج الدين الحمّال» (تيم حسن) الملاكم الذي يواجه الخسارات في حياته بسبب تمسّكه بقيمه ومبادئه الوطنية. يستمدّ الصراع جوهره من مواجهته لـ«رياض بيك» التاجر الدمشقي المتواطئ مع الفرنسيين (بسام كوسا) بسبب علاقة الحب التي تجمع تاج بنوران (فايا يونان) وهي ابنة الخائن. تتصاعد الأحداث وفقاً لفرجة بصرية مدهشة وتعاقب تشويقي يتوقّع أن يكون مُحكماً نظراً إلى أنّ النص مكتوب على يد مسرحي أكاديمي، تواكبه رؤية بصرية أفادت من كل الخبرات التقنية في سوريا.
سيواجه «رياض بيك» التاجر الدمشقي المتواطئ مع الفرنسيين


أما عن اختيار المغنية السورية فايا يونان في أولى تجاربها التمثيلية، فقد حصلت على هذه الفرصة بعد اختبار أداء أجرته أمام المخرج سامر البرقاوي وفريق العمل، وخضعت لتدريبات على يد الممثل والمخرج المسرحي اللبناني عصام بو خالد. ومع التعتيم حول تفاصيل وطبيعة العمل وماهية الأدوار، كشفت مصادر مطلعة لنا أنّ الدور الذي تؤديه يونان لن يكون لمغنية، كما أنّها لن تقدم أغنيات إلا بشكل عابر كنوع من استثمار لموهبتها الغنائية.