التنوّع الذي تشهده المسلسلات المصرية هذا العام لم يؤثر على معدّلات جرأة المواضيع المطروحة. يمكن رصد ثلاثة مسلسلات قد تثير إشكاليات. صحيح أنّ الرقم ليس كبيراً مقارنة بالعدد الإجمالي، لكن بالتأكيد قد تفاجئنا أعمال بمشاهد أو خطوط درامية تستحيل «ترندات» اجتماعية أو سياسية.

العمل الأوّل الذي ولّد الصخب الأكبر حتى قبل طرح إعلاناته التشويقية، هو «الحشاشين» (كتابة عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي ــ DMC وWATCH IT). أثار الجدل على مستويات عدّة، فللمرّة الأولى، تذهب الدراما المصرية بعيداً، وتحديداً إلى وسط آسيا، لتقدّم عملاً تاريخياً غير مرتبط مباشرة بالتراث المصري. وفيما تختفي مسلسلات بطولات الجيش المصري والاستخبارات العامة التي سادت في السنوات الخمس الأخيرة (أبرزها ثلاثية «الاختيار»)، بات الجميع ينظر إلى «الحشاشين» على أنّه امتداد لها وإن في اتجاه مختلف. من المفترض أن يقدّم العمل أصل فكرة «الجماعات الإرهابية» عبر إظهار نظرة السلطة لحكاية «حسن الصبّاح» وجماعته التي تعد الأولى التي استخدمت العنف لتحقيق أهداف سياسية في تاريخ العالم الإسلامي. في الوقت نفسه، تساءل بعضهم عن استخدام اللهجة البيضاء ومدى تأثير ذلك على تلقّي المتفرّج الذي اعتاد متابعة الأعمال التاريخية بالفصحى. مستوى آخر من الجدل ارتبط بكاريزما البطل، النجم المحبوب كريم عبد العزيز، وما إذا كانت جماهيريته قد تدفع بعضهم للتعلّق بشخصية «حسن الصباح»، أي السير في اتجاه معاكس لهدف المسلسل.
في النصف الثاني من رمضان، سيكون الجمهور على موعد مع «مليحة» (15 حلقة ــ كتابة رشا الجزار، وإخراج عمرو عرفة ــ «الحياة»، وCBC، وON، وWATCH IT) الذي يشهد عودة ميرفت أمين إلى الشاشة، كما أنّه البطولة الأولى للممثل والمغني دياب، بمشاركة ممثلين فلسطينيين وأردنيين، من بينهم سيرين خاص ومروان عياش. وهو أوّل عمل مصري منذ مدة طويلة يتناول القضية الفلسطينية لكن بعيداً من الأحداث المعاصرة، إذ يعود إلى العقد الأوّل من القرن الحالي ورحلة فتاة فلسطينية تحاول العودة إلى غزة، وتلقى دعماً من ضابط حرس حدود مصري. طرح فكرة المسلسل بالتزامن مع «طوفان الأقصى» والاتهامات التي طالت الدولة المصرية حول دعم الغزاويين، انعكست مخاوف لدى بعضهم من أن يكون العمل دعائياً كما حدث مع مسلسلات أخرى تناولت قضايا سياسية إشكالية، لينتهي الحديث حولها بعد انقشاع غبار سباق رمضان.
أما العمل الثالث المعروض حصرياً على «mbc مصر»، فهو «صلة رحم» (كتابة محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي) المتوقع أن يثير جدل اجتماعياً، بسبب طرحه قضية «تأجير الأرحام» المخالفة للقانون المصري. تتمحور الأحداث حول طبيب التخدير «حسام» طبيب الذي يرتكب خطأ بحقّ زوجته التي فشل في الإنجاب منها مرّتين، فيقرر استئجار رحم إحدى السيدات واستخدام بويضات زوجته المجمّدة للحصول على طفل. تدور الحكاية على مدار الأشهر التسعة التي تحمل فيها الأم البديلة، وسط توقعات بانقسام الرأي العام حول تصرّف الطبيب الذي يجسّده الأردني إياد نصار ويتشارك البطولة مع يسرا اللوزي وأسماء أبو اليزيد.