كما في كلّ عام، هناك مجموعة من المسلسلات الرمضانية السورية التي تنجز بالفتات وتباع بأقّل الأسعار! في هذا الموسم، تتكرّس موضة «المنتجات التايوانية» كما تسمى مجازاً، على اعتبار أنّها عابرة، ربما لا يشاهدها سوى قسم من الفريق الذي عمل فيها، وبعض موظفي التلفزيون السوري المختصين بمراقبة المحتوى قبل عرضه. طبعاً من الظلم الحكم سلفاً على أي عمل، لكن الرسائل تُقرأ من عناوينها... وإن كان في هذا شهر الصوم يعد بالكثير من المسلسلات التي تنتمي إلى هذا النوع، إنما يمكن الحديث عن عمل مختلف نسبياً عن ذلك ولو صنع بإمكانات بسيطة هو «رماد الورد» (كتابة وإخراج ديانا فارس ـــ إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني- «سوريا دراما»- الفضائية السورية). المسلسل بوليسي تشويقي من بطولة وائل رمضان، روعة ياسين، جيني اسبر، باسل حيدر، عامر علي، محمد حداقي. ينطلق من جريمة قتل تفتح الأبواب الواسعة أمام فرصة البحث عن الخيوط المعقدة التي أدّت إلى ارتكابها وهوية مرتكبها، عبر قاض يقرر تبنّي القصّة ومحاولة كشف تشابكاتها. يكتشف بأن الأحداث مرتبطة بمنصة التيك توك التي يعتقد الجيل الجديد أنها فسحة للربح السهل من دون أن يعرف أنها قد تكون مرتعاً لعصابات مافيوية تستفيد منها بطرق غير مشروعة، وخصوصاً مع ظهور سيدة جميلة تدير وكالة إعلامية مرتبطة بالتيك توك ومحاولة استغلالها مجموعةً كبيرة من شباب في مقتبل العمر أغلقت الفرص في وجهوهم.في سياق مختلف يقدّم مسلسل «عزك يا شام» (تأليف نادين خليل ومحمد حميرة إخراج رشاد كوكش ـ إنتاج Ashraf Group) دراما بيئة شامية تعيد اجترار التفاصيل المستهلكة التي قدّمتها سابقاً هذه النوعية من الدراما، لكن بصيغة المتصل المنفصل، إذ تطرح كل حلقة حكاية جديدة بأسلوب مكثف وأبطال جدد، باستثناء شخصيتي «العكيد» (سعد مينا) و«الشيخ» (عادل علي) الثابتتين. علماً أنّ العمل من بطولة فايز قزق، جيني اسبر، عبير شمس الدين، جمال العلي، باسل حيدر، حسام الشاه، دلع نادر، مؤنس مروة...
وعلى المنوال نفسه، يقدم المنتج عاطف حوشان تجربة «الوشم» (كتابة قاسم الويس ـ إخراج عمار تميم ـــ بطولة فاديا خطاب، وفاء موصللي، ريم عبد العزيز، أمانة والي، علي كريم، جمال قبش، دانا جبر، عهد ديب، أريج خضور، سيما الدهبي، رائد مشرف، عاصم حواط، رضوان قنطار، فؤاد الوكيل، سناء سواح، هاني شاهين، عاطف حوشان) وهو عمل بيئة شامية يبني حكايته على ابني الزعيم اللذين يقرر والدهما وشمهما منذ الصغر كي يتمايزان عن البقية. ونتيجة طبيعة الأب المتسلطة، يهرب أحد الولدين ليعيش في بستان صديقه، ما يدفع أحد رفاقه لوضع الوشم نفسه والعودة إلى الحارة مدّعياً أنّه ابن الزعيم، مع تقاطعات مجترّة من قصص الداية والخطوط المهترئة التي استهلكت تاريخياً في هذا النوع من الأعمال!
أما مسلسل «ثمن الخيانة» (كتابة وإخراج نعيم الحمصي، بطولة: سعد مينه، رنا الأبيض، عامر علي، لين برازي، حمادة سليم، علا باشا، حيدر أحمد، دانا جبر ــ إنتاج «شركة الحلم») فهو عمل يجرّب طرح حالة كوميدية انطلاقاً من مفارقة غريبة بتورّط ثلاثة أصدقاء متزوجين في جريمة قتل بسبب خياناتهم لزوجاتهم، ثم محاولاتهم إخفاء معالم الجريمة وفقاً لطموح صنّاع العمل لأن تنسجم الحالة الدرامية مع الجو العائلي والأسري من دون مبالغات وتهويلات تخصّ الجانب البوليسي، إنما في محاولة تماه مع الصيغ الخفيفة المضحكة التي قد تنتج من هذا البناء الدرامي.