حبر
نشرت صحيفة «الأخبار» في عددها الرقم 1049 بتاريخ 20/02/2010 مقالاً للزميل أحمد محسن تحت عنوان «حبر: مساحة الذين لا مساحة لهم»، وتعقيباً على هذا المقال نودّ تقديم التوضيحات التالية: لا نظن أن صحيفة «الأخبار» هي من النوع الذي يسمح بإطلاق تهمة «العنصرية» على صحيفة «حبر» لأنها نشرت مقالاً صودف أن كاتبه غير معجب بنوع من الكتابة أو الرسم على الجدران، بل إننا على ثقة بأن صحيفة «الأخبار» لا تقبل مثل هذا الاستسهال في إطلاق تهمة ارتكابها جريمة من وزن «العنصرية»...
على عكس ما يعتقده الزميل أحمد محسن، فإن صحيفة «حبر» تندرج في خانة «الصحافة المدنية البديلة»، وهي تعرّف عن نفسها بأنها «شبابية مستقلة»، وتهدف لتكون منفذاً إعلامياً للشباب اللبناني، من خلال نشرة شهرية مطبوعة وأخرى إلكترونية (www.hibr.me)، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل ومسابقات مستمرّة... ولكن يبدو أن الزميل محسن قرر أن حبر «لم تطرح نفسها بديلاً من الميديا العادية أصلاً»، وقرر بالتالي أن يحاكم تجربتها الفتية انطلاقاً من ذلك.
إننا نحتفي بالزميل على إقراره «في المبدأ» بأن «المحاولة بحدّ ذاتها جيدة»، ولكن لم نفهم ماذا يريد من أصحاب هذه المحاولة أن يكتبوا. فـ«الزواج المدني فكرة جديدة لمن هم دون سن 18»، هكذا قرر الزميل محسن، و«الحديث عن وجود الله، غالباً ما يمثّل مادة للسجالات البريئة»، هكذا قرر أيضاً، و«التطرق إلى الواقع الثقافي الشبابي يجسّد رتابة مفرطة»، وعلى أي حال، فبرأيه إن «الشباب في الجريدة يعيدون الأفكار التي قيلت قبلاً»، لا ندري إذا كان الزميل يظن أن علينا أن نتخلى عن هموم كثيرة وهواجس يلتقي عليها كثرة من الشباب اللبناني تعيش في بيئة واحدة وتتشارك المشكلات والأحلام، بعضها موروث من أجدادنا، للأسف.
إن حبر لا تقدّم نفسها بوصفها حزباً أو هيئة لكي تكون مدعوّة للحوار مع الآخر، بهذا المعنى، فمشروع حبر، كما ورد في المقال، يهدف الى إيجاد «مساحة لمن لم يجد واحدة»، وهي بالتالي منبر حرّ ومفتوح أمام جميع الشباب، وبالتالي لم نفهم المقصود بـ«الشعارات المُتعلمنة نفسها»، والمقصود بـ«العلمانيين المتزمتين في انعزالهم»، ربما نسي الزميل أين نعيش!
لا نعتقد أن هناك «فوقية» تتجاوز لغة الزميل محسن في نقد مشروع حديث الولادة ابتكره شباب ويصنعه شباب ويديره شباب وهو موجّه الى الشباب دون سن الـ18 وفوقه.
فاطمة فرحات
(طالبة وكاتبة في «حبر»)