ريّان علي مرّوة يا أبنائي، هذا أنا لبنانكم حاضنكم وحاميكم. أنا الذي ادّعيتم الدفاع عنه والعمل من أجل تحصينه. أنا الذي هدّتني خطاباتكم الزائفة. أنا الذي استغلّيتموني لأكون شعاراً تعملون به: الشرف، التضحية الوطنية، الحرية والديموقراطية التي حوّلتم مفهومها معتمدين معياركم المعتاد وهو السطحية. أنا الذي دمّرتموني بتحدّياتكم السخيفة والطائشة. أنا الذي راهنتم عليّ لنجاح أعمالكم الطاغية وتواطأتم عليّ مقابل المال والمراكز المقدّمة من البلدان الطامحة إلى احتلالي وعزلي.
أنا الذي حوّلتموني إلى ساحة تتبارز فيها وتتحارب عليها دول النفوذ في العالم. أنا الذي طعنتموني بسكّين الغدر وحاولتم بيعي. أنا والدكم الذي ادّعيتم محبّته واحترامه، فأين الحبّ والاحترام؟
أنا الذي غربلتني رصاصاتكم الموجَّهة إلى صدوركم فيما بينكم، فلم يترك اقتتالكم الداخلي منطقة في جسدي تعتب عليه. لقد شوّهتموني بالندوب التي يصعب شفاؤها ونسيانها، لكن اعلموا أنّ قوتي وعزمي على الحياة قادرتان على إنقاذي. 65 عاماً وأنتم تدّعون الوفاء للبنان أو تقنعون أنفسكم بالاستقلال الذي لم يكن سوى احتلال مقنَّع. وقد غطّت أصواتكم العالية التي تتغذّى بالاتهامات والعبارات السوقية الصوت الذي استمرّ يناديكم آملاً أن تستيقظوا من غفوتكم العميقة لمساعدة لبنان.