روان عزّ الدينيبدو أنّ الحروب اللبنانية السابقة أُحبطت وجميع محاولاتها باءت بالفشل، لا لأننا ما زلنا هنا وما زال لبنان قائماً، بل لأنها لم تؤثر فينا، ولم تنجح في تعليمنا شرورها. الشهداء الذين سقطوا وشلّالات الدم التي تدفّقت وخسائر الدمار الفادحة، انتصرنا عليهم وعليها!
نفتخر بالانتصار على مثل هذه الحروب، وللأسف الشديد لا نعلم أن الانتصار على مثلها حافز شيطاني لخوض حروب أشد فتكاً، لأنّ الشعب اللبناني شعب ساذج، شعب فتكت به التبعية السياسية العمياء وطغت عليه الطائفية.
يبدو أنّنا استمتعنا بتلك الأيام، بمشاهد سفك الدماء وقتل الأبرياء، بصور الميليشيات... اشتقنا إلى نهش بعضنا بعضاً!
يبدو أنّ شبح الحرب الذي كنّا نخشاه، أصبح مجرّد جنة نحلم بالدخول إليها والإقامة فيها إلى الأبد!