روز زيادهنحن نعيش همّاً مزدوجاً، أمنياً ومعيشياً. والظاهر أنه لا دواء له. عام ونيف جعلتم فيه لبنان يا حكامنا الكرام طابة تتقاذفونها، مرةً إلى يد الغرب وأخرى إلى يد الجامعة العربية. لا الغرب يريد له أن يحطّ في ملعب موطئه بسلام، ولا الجامعة العربية تريد أن تبقيه قنبلة موقوتة بين يديها. هل سيتحمل لبنان التمزق الذي يحدث له جراء عدم الاستقرار؟ والشعب... بين هاتين اللعبتين يعاني الخوف الدائم والفاقة. نعود بالذاكرة إلى انتخابات 2005، ونراجع الانقسامات التي نشأت بعدها بين النواب المنتخبين من الشعب وبين الحكومة التي أُعطيت الثقة بالأكثرية. نقف حيارى متسائلين عن سبب الخلاف والانقسامات التي عطلت دور الحكومة، ومجلس النواب، وتلاهما فراغ سدة رئاسة الجمهورية. كذلك تركت الانقسامات والخلافات غير المعروفة من أبناء البلد المجال واسعاً أمام كل متجبّر ليأتي إلينا ويزكي الخلاف في ما بينكم.
إذاً، يمكننا القول إنّ قطعة الأرض التي نعيش عليها لا تهم أحداً. والشعب الشاغل مساحاتها لا قيمة له عند النواب ولا الوزراء ولا الغرب وحتى الجامعة العربية. ما الذي تحوكونه لنا يا ترى؟ بعد تعطيل كل ما تعطل وتفريغ كل ما فُرّغ، إلامَ تريدون الوصول؟
لا تنزعجوا يا حضرات السادة من سؤالي، لأنكم تزيدون الوضع تأزماً! ومن أقل حقوقنا أن نسأل عما ينتظرنا لتفرغوا غلّكم، سواء ببعضكم أو بالشعب. أعرف أن ما نكتبه يستفزكم، ولكن بكل أسف للتصعيد، لا للتهدئة، ونحن الشعب الرهينة، ماذا قررتم بشأنه؟ ليكون لدينا الفكرة أقله! حلم التفاهم في ما بينكم أصبح هراء، على ماذا ستتفاهمون؟ بعدما شغلتم الكون بخلافاتكم.
الشعب لا يهمكم بقدر فقدان ثقته بكم. فلا تغضبوا يا حكام لبنان إن أطلعناكم على شعورنا تجاهكم، لأنكم أورثتمونا هماً مزدوجاً إلى الأبد، الخوف من فقدان الأمن والجوع، وهما وليدا قلة إدراككم.