عادل السلمانبعد الكلام الذي يخرج من أفواه السياسيّين من قدح وذمّ، نلاحظ أنّ هذا الكلام قد انقلب جذريّاً في الآونة الأخيرة. فبدلاً من تشبيه الخصوم بالحيوانات، استحضر العديد من السياسيّين عظماء التاريخ. استحضر وليد جنبلاط، خلال تهديده حزب الله، الكاتب المسرحي الشهير وليام شكسبير حين اقتبس من مسرحيّة هاملت الشهيرة المقولة «نكون أو لا نكون»، مرفقاً إيّاها بحرق الأخضر واليابس. ألبرت أينشتاين كان على لسان سمير جعجع، حين تكلّم «الحكيم» عن المدمّرة الأميركيّة «كول» وهاجم سوريا. أخيراً وليس آخراً كان ابن خلدون ومقدّمته محطّ برقيّة نبيه بري لعمرو موسى. فماذا بعد، هل سيدخل أفلاطون وأرسطو في الهجوم على سوريا؟ أم سيدخل فرويد ونيتشي في الهجوم على أميركا؟ فأين كان هذا الكلام حين كان الشعب يتقاتل في الطرقات؟ أين كانت هذه الثقافة حين كان كلام السياسيّين لا يعلو الزنّار؟ أبشروا أيها اللبنانيّون لقد غزت الثقافة خطابنا السياسي فهلمّوا إلى المعاجم والموسوعات العلمية حتى لا يفوتكم أي مصطلح أو معلومة عن كبيرٍ من رجالات العلم والمعرفة والقادة التاريخيّين في العالم. حتّى لا تفوتكم أيّ معلومة قد ترد على لسان جهابذة السياسة في لبنان.