إبراهيم حمودقبل أن أدخل في الموضوع لا بدّ لي من أن أشكر الله تعالى إذ إنه سخّر لنا أشخاصاً من ذوي الحلّ والربط نلجأ إليهم ونركن لحنكتهم بحثاً عن حلّ لمشاكلنا ولقضايانا اليوميّة، لما عهدناه بهم من آذان صاغية ورحابة صدر نالت إعجاب وتقدير الجميع. ما أودّ قوله هو أنّ للتصريحات ثمناً باهظاً، وإننا نحن الطبقة الشعبية البسيطة العاملة مَن يدفع الثمن. القصّة ببسيط العبارة أنني اضطررت أخيراً إلى أن أستأجر شقّة في صيدا كما اعتدت في كلّ عام لتصريف بعض الأعمال. وتوجّهت إلى أكثر من مكتب عقاري وفي أكثر من منطقة ووجدت ظاهرة شاملة عامة عبارة عن غلاء فاحش مفاجئ وارتفاع غير مبرَّر بالإيجارات.
وعندما حاولت المجادلة بحجّة أنّ انخفاض ثمن الدولار لا يبرّر هذه النسبة العالية من ارتفاع الأسعار، كان الردّ ـ وهذا بيت القصيد وما أودّ إطلاعكم عليه ـ أنّ هناك أعداداً متزايدة من الإخوان الشيعة من سكان الجنوب يعمدون هذه الأيام إلى استئجار البيوت والشقق في صيدا تخوّفاً من نشوب حرب جديدة في الجنوب بعدما قيل عن حرب مفتوحة ضدّ إسرائيل استناداً إلى تجارب الماضي المريرة في الحروب. لا يكفي أن للتحرّكات والمواقف السياسيّة ثمناً دفعناه غالياً، فللتصريحات أيضاً ثمن بدأنا ندفعه إضافة إلى الحالة النفسية المتدنّية.
سيادة النائبة بهية: بقدر ما أن الظاهرة غير طبيعية، بقدر ما أن معالجتها تحتاج إلى الدراية والحنكة. ولعلّ تصريحات توحي وتطمئن بالتهدئة تحدّ من هذه المخاوف في بلدنا، إذ لا يعقل أن تبقى مصائر اللبنانيّين رهناً بيد ذوي المصالح الضيقة والمشبوهة في بلدنا وشكراً.