ابتسام ديب حيدريا رؤساء العرب، لو ذقتم الاستعمار الصهيوني القهّار، وحلّ في وطنكم الخراب والدمار، وقتل أطفالكم الصغار، لكنتم وقفتم وقفة عزّ مع شعب غزّة الجبّار. إنّ غزّة على فراش الموت تُحتضر بمرض سرطاني أميركي خارجي فأنقذوها بإبر وحبوب الوحدة العربية قبل فوات الأوان.
يا رؤساء العرب، اعرفوا أنّ غزّة لا تلبس الأسود إلا لتثور. نحن أطفال لا ننام بل نفيق على ضوء الجراح، هل كتب لأجسادنا أن تكون للجرح ضماداً، هل على أطفال غزة كان الرهان؟.
نحن أطفال وطن يصنعه الدمع وتحميه الدماء، وزنود الفقراء. لن تباع غزة المحروقة في سوق السياسة، لن تُعرض في سوق النخاسة. الآن دمّر بيتي ومات أهلي، وحبّ غزة يزداد يومياً وينمو تحت جلدي. إنّ جرحي لا يحتمل الآن الجدال، سأفتح صدري ليكون درعي وليهدر بالشهادة دمي، ولتبقى غزة خضراء في زمن الشجر المحروق. غزة، أنتِ باقية رغم مرارة وقسوة الحروب، أنتِ صامدة كصمود الصخور، طالما في سماء وطني لا يزال النسر، وفي أرضه لا تزال الأسود.