ريمون هنودقبرص، تلك الجزيرة الجميلة بهوائها النقي المنعش، لبست في يوم أحد مجيد، الثوب الأحمر بأبهى حلله، ورفرفت بيارق التغيير الحمراء وعليها صورة المناضل الثائر غيفارا. قبرص ستنتظر من الآن فصاعداً بفارغ الصبر وعلى أحرّ من الجمر انتفاضة المثقّفين التغييريّّين. قبرص تحت سيطرة متواضع عملاق مثقّف من أساتذة التاريخ، مُقدِّس لثورة البروليتاريا.
إنه الرفيق ديميتري خريستوفياس عاشق من عشّاق المطارق والمناجل والكروم والبيادر.
إنه الرفيق الذي سيعوّل كثيراً على المطارق والمناجل لكي تقوم بدورها في اقتلاع جرثومة التقسيم التي فتكت بالجزيرة الخلّابة عام 1974، وقسّمتها ما بين يونانية وتركية. فالرفيق ديميتري يأمل إعادة توحيدها. إنّ نفوس الشيوعيّين في العالم مفعمة بروح التوحيد، إنهم متيّمون بأهداب التوحيد لسبب واحد يتيم ألا وهو أن الشيوعي أممي جامع لكلّ الشعوب، وشعار الشيوعيين دائماً وأبداً: «مش رح نبقى عبيد (...) بيوحّدنا النشيد وبتجمّعنا التحيّة».
هنيئاً لقبرص، فهي باتت في أيدٍ أمينة. تلك الأيدي التي ستنبذ العبودية وتطرد كلّ روح إمبريالية تحاول التسلل إليها بغية إفساد فرحة أبنائها الذين اقترعوا للحقّ وللثورة وللعدالة الاجتماعية وحقّقوا انتصاراً مبيناً يضعه كل الشيوعيين في أرجاء المعمورة وساماً على صدورهم. هنيئاً للبنان ولسوريا وللمقاومين في فلسطين الحبيبة والعراق. لقد أضحى لنا رفيقة اسمها قبرص يعتلي عرشها ابن البروليتاريا، ابن تلك المدرسة التي اقتلعت القيصرية في روسيا وسحقت النازية في أوروبا ونراها اليوم تسحق الإمبريالية ومغرياتها الإغوائية في أميركا اللاتينية.
قبرص ستعانق لبنان وكلّ دول الممانعة في عالمنا العربي. قبرص ورئيسها ديميتري خريستوفياس ابن الواحدة والستين عاماً، حفيد من أحفاد كارل ماركس وفلاديمير لينين سيكون داعماً للممانعين لغطرسة الاستكباريّين ولشرق أوسطهم الجديد الزاحف إلينا بهدف القضم وطمس المعالم والهوية. ومع الرفيق ديميتري ستزداد المناعة قوّة، وستزداد القدرة على إحداث الهزّات بدرجة ثمانية وتسعة على مقياس ريختر في جسد الإمبريالية النتن وعقلها المهووس بسفك دماء الأبرياء الزكية بواسطة الآلة الصهيونية
المجرمة.