نبيل المقدم
التأييد الأميركي لإسرائيل من جون أدامز إلى جورج بوش

تبنع قيمة كتاب «خفايا الصراع بين العرب واليهودية الصهيونية الإسرائيلية»، من أنه يعود إلى تعريف العهد القديم ثمّ التوراة، وأسفار موسى الخمسة، مع إلقائه أضواءً على أصل النصّ التوراتي من ناحية المعتقد، ثمّ يتحدّث عن تشويه العقيدة اليهوديّّة مع تفصيل الصهيونية ليصل إلى تعرية اللاسامية كسلاح يهودي دعائي وصولاً إلى التركيز على السيطرة الصهيونية على صناعة السينما في الولايات المتحدة.
في الفصل الأوّل من الكتاب، يعرض موفق صادق العطار الدور الذي تؤدّيه العقيدة اليهودية الدينية في تكوين السلوك الديني والنمط العقائدي لأصحاب هذه الشريعة. ومن الأمور المهمة التي يتطرّق اليها الكتاب، موضوع يثير قدراً كبيراً من الجدل في مساحة العلاقات الدولية وله انعكاس مباشر وأساسي على قضايانا العربية والقومية، وهو موضوع العلاقات الأميركية ــــــ الصهيونية. وفي هذا الموضوع يرى الكاتب أنّه من الخطأ القول إنّ الولايات المتحدة لا تملك رؤية سياسية واضحة تجاه منطقة الشرق الأوسط، وإنها لا تتحلّى ببعد نظر سياسي وتحليل صحيح للأهداف التي تخدم مصالحها على المدى البعيد، وإنّ في ذلك الاعتقاد تنظيراً سطحياً، لأنّه من غير المعقول ألّا تتوافر في دولة عظمى كالولايات المتحدة الركائز الأساسية للتوصّل الى تحليل دقيق لمصالحها. ويشير الكاتب الى أنّ المتتبّع لسلوك الإدارة الأميركية منذ عهد الرئيس جون أدامز حتى ولاية بوش الابن، يجد أن النظرة التاريخية للالتزام الأميركي بتأييد إسرائيل يقودنا الى التأكيد على أن هذا التأييد سبق إنشاء الدولة اليهودية، إذ كان يعتمد على منطلقات دينية قبل أن يتحوّل الى مصالح وعلاقات استراتيجية.
وفي إشارة إلى هذا الموضوع، يستعرض الكاتب مواقف رؤساء الولايات المتحدة من الإيمان بضرروة تأييد إسرائيل ودعمها في مزاعمها بحقّ الشعب اليهودي بأرض فلسطين. ومن هذه المواقف، تلك التي تبنّاها الرئيس جون أدامز (1797-1801) الذي كان أسبق من غيره في دعوة اليهود الى العودة إلى أرضهم حسب زعمه. ثم الرئيس جيمي كارتر الذي خاطب الكنيست عام 1979 قائلاً: إنّنا نتقاسم التوراة معاً وتأييدنا لدولة إسرائيل ينطلق من التزام ديني. ثم الرئيس رونالد ريغان الذي وصف غزو اسرائيل للبنان عام 1982 بأنّه مقدمة لمعركة هرمجيديون التي تحدثت عنها التوارة وقالت إنها ستجري بين المسيح والمشركين (العرب والمسلمين)، وصولاً الى بيل كليتنون الذي أعلن في بداية حملته الانتخابية استعداه للموافقة على نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس وذلك استرضاءً للّوبي اليهودي. أمّا جورج بوش الابن، فقد فاق انحيازه لإسرائيل كلّ مواقف الإدارات الأميركية الأخرى، ليس فقط من خلال تبنّيه كل الأفكار الإجرامية الشارونية فحسب، بل من خلال سيطرة وجوه يهودية بارزة على معظم المناصب الحسّاسة في البيت الأبيض والإدارة الأميركية، إضافةً إلى وجود 24 سفيراً للولايات المتحدة في الخارج هم من اليهود. وهذا أكبر رقم يسجَّل في عهد رئيس أميركي.
ولم يشذّ عن قاعدة تبنّي مصالح إسرائيل، سوى الرئيس جورج واشنطن الذي شعر بخطر اليهود على بلاده مبكراً، وقال إن هولاء اليهود «أخطر بمئة مرة على حرياتنا من الجيوش المعادية». وفي مكان آخر، يتحدّث الكاتب عن سعي اليهود إلى الهيمنة على هوليوود نظراً لما تتمتّع به صناعة السينما من قوّة دعائية هائلة تسمح بإيصال أعقد الحملات الاعلانية وبأيسر وسيلة وأسهل طريقة، بحيث أصبحت هوليوود بضاعة يهودية صرفة تنقل الأفكار التي ترغبها الجماعات اليهودية والتي تأتي في مقدّمتها كراهية العرب وتمجيد إسرائيل.
* كاتب لبناني



العنوان الأصلي
خفايا الصراع بين العرب واليهوديّة الصهيونيّة الإسرائيليّة
الكاتب:
موفق صادق العطار
الناشر
دار صفحات
للدراسات والنشر