ريمون هنود
تمنّى جون ماكاين المرشّح الأوفر حظاً للرئاسة الأميركية في الحزب الجمهوري نهار الجمعة في 22/2/2008 علناً الموت للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، متمنّياً له لقاء كارل ماركس في أسرع وقت ممكن. إزاء هذا المنطق الذي ينمّ عن وحشية أميركية ــــ صهيونية عهدها كلّ الفقراء والأبرياء والكادحين من شعوب العالم، لا يسع كل الشرفاء في أرجاء المعمورة إلا الشعور بالقرف والاشمئزاز والتقيّؤ والامتعاض والسخط والغضب العارم جرّاء تعاليم المدرسة الإمبريالية والمنتسبين إليها مصدّري الإرهاب «البوشيّين» التي لا يمكن لها أن تحيا إلا في مستنقعات الحقد والكراهية والاستكبار والغطرسة. أمّا الإرهاب، فهو الأفيون المتناول من أرباب هذه المدرسة وسفّاحيها ومصّاصي دماء أطفال قانا وغزّة وبغداد وناشري حضارة السفالة في سجن أبو غريب، تلك الحضارة التي تلذّذت بتعذيب المعتقلين والمقاومين بأساليب العهر الإرهابي المصدّر من أروقة وأقبية ودهاليز ومطابخ البيت الأبيض الفائحة رائحته في مختلف أنحاء المعمورة ليعيث فساداً ودنساً في نفوس الفئات العمرية الشبابية، أمل الحياة ومستقبلها. ومن يتكلّم عن فيديل كاسترو وكارل ماركس؟ إنهم أولئك الذين يرجمون بلداناً بأكملها بالحديد البورجوازي ويحرقونها حتى الإبادة الجماعية ليشعلوا سيجاراتهم ويحتسون البيرة حتى الثمالة ويأكلون الهامبرغر والتشيكن حتى التخمة، ويرقصون على أشلاء العارفين بأنّ مكانه سيكون في جنّة العلمانيّين والبروليتاريّين المثقّفين والمفكّرين، في جنة المعرفة والرقيّ إلى جانب معلّم وفيلسوف وعبقري من عباقرة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ألا وهو كارل ماركس. أمّا أنتم، فحتماً إن نهايتكم ستكون الاكتواء بنارٍ حاميةٍ في أسفل جهنّم جنباً إلى جنب مع حاخامات الغدر والاغتصاب والهمجية.