(دعوى فخري كريم على مجلة الآداب)

نحن الموقّعين أدناه، أنصار الكلمة الحرة، المؤمنين بحق المواطن/الإنسان في إبداء رأيه قولاً وكتابة وفعلاً؛
واستناداً إلى المادة (ج) من مقدمة الدستور اللبناني التي جاء فيها: «لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد...»؛ وكذلك استناداً إلى المادة الثالثة عشرة من الفصل الثاني، التي كفلت «حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحرية الطباعة...»؛
وانطلاقاً من تاريخ بيروت، أمّ الشرائع، ومدينة الإشعاع الثقافي؛
واقتداءً بالأعراف والتقاليد التي نشأنا عليها، والتي كانت ولا تزال تفتح المجال لمناقشة كل ما يَرِدُ في الإعلام مناقشة عقلانية حرة، وإبداء الرأي والرأي المضادّ؛
واحتراماً للقانون الذي لا يكون فيه اللجوء إلى القضاء إلّا في حال تمنُّع الوسيلة الإعلامية عن نشر الرأي المضادّ؛
فإننا نتقدّم من إخواننا المواطنين، وأينما كانوا، لبنانيين وعرباً، باحثين، وعلماء، وإعلاميين، وأدباء، وشعراء، وفنانين، ومثقفين، وقراءً يسعون إلى الكلمة الحرة الصادقة، بميثاق شرف يحرّم اللجوء إلى المحاكم انطلاقاً من الاختلاف في الرأي والمعلومة والدليل، هذا نصُّه:
«انطلاقاً من إيماننا المطلق بحرية الفكر، نشجب شجباً مطلقاً لجوء أيّ مواطن عربي إلى المحاكم لمقاضاة صاحب رأي، أو ناشر معلومة، أو محلل لوضع ما أو سيرة ما أو عهد ما... بغضّ النظر عن مضمون الدعوى، أو الجهة المدّعية، أو الجهة المدّعى عليها. فالفكر لا يجابَه إلاّ بالفكر، والحقائق لا تدحضها إلّا الحقائق. والمؤلَّفات والمنشورات والوسائل الإعلامية ليست قاعات محاكم، بل منابر فكرية يجب أن تقوم على احترام الرأي والرأي المضاد».
لماذا ميثاق الشرف هذا الآن؟
أدفاعاً ـــــ فقط ـــــ عن مجلة «الآداب» التي استدعيت للمحاكمة؟
لا، ليس من أجل مجلة «الآداب» فقط، بل من أجل حرية كل مواطن عربي في إبداء رأيه، وكذلك حرية الآخر في إبداء الرأي المضاد.
مجلة «الآداب» التي أنشأها الدكتور سهيل إدريس سنة 1953، وانضمت اليها بعد أعوام قليلة السيدة عائدة مطرجي، ثم انضم إليهما سنة 1991 نجلُهما الدكتور سماح إدريس إثر تخرجه من جامعة كولومبيا في نيويورك، استمرت طوال الأعوام الخمسة والخمسين الماضية نجمةً مشعةً في سماء الأدب العربي، مهما ادلهمّت ليالي الصقيع، ومهما توالت المحن. كم من شاعر وروائي وقاصّ وناقد ـــــ ما بين المحيط والخليج ـــــ صعد على صفحات «الآداب»؟ وكم من طالب جامعي تتلمذ على مقالاتها ومفكريها وأدبائها. إنّ مجلة «الآداب»، والحق يقال، جامعة في حد ذاتها.
كثيراً ما أرسل نقادٌ أو أصحابُ رأي يعترضون على ما نشرته «الآداب» في عدد ما، فلم تتوان مرة عن نشر الاعتراضات ومختلف الآراء، وهي المجلة التي كان عنوانُ أشهر أبوابها الثابتة في النقد العقلاني: «قرأتُ العدد الماضي من الآداب».
غير أنّ الافتتاحية الجريئة التي كتبها الدكتور سماح إدريس في عدد «الآداب» 5/6/2007، والتي لاقت إعجاباً من الكثيرين، لا لجرأتها في الزمن الصعب فحسب، بل لوضوحها كذلك في تشريح بعض أمراض الواقع الثقافي، لاقت أيضاً نقداً مضاداً من آخرين. وقد نشرت «الآداب» لاحقاً ردوداً على تلك الافتتاحية، وردت على صفحات ومواقع أخرى لكل من: الشاعر أدونيس، والسيدين خالد سليمان وبدرخان علي. غير أنّ السيد فخري كريم آثر التخلي عن حقه القانوني في الرد، ولجأ إلى القضاء، وتعيّنت جلسة المحاكمة في الساعة العاشرة من تاريخ7/2/2008 (نص الدعوى القضائية في العدد الأخير من «الآداب»، 12/2007).
نحن، أنصار الكلمة الحرة، نؤيد حق المدّعي في قول ما يشاء؛ غير أننا نطالب بأن يتم ذلك عبر الوسائل الإعلامية المشروعة، لا عبر المحاكم.
إنّ الموقعين أدناه يطالبون المدّعي بسحب الدعوى الموجّهة ضد مجلة «الآداب»، درّةِ ثقافتنا العربية، وطليعةِ الحداثة الملتزمة بمطالب الناس، وصوتِ مقاومتنا في لبنان وفلسطين والعراق؛ تلك المجلة التي قال عنها محمود درويش إنه أخذ منها «أصابعَه والشعرَ الحديث» ، وقال حنا مينه «إنه لا حياة للأدب من دونها»، وقال نزار قباني إنّ لها «الفضلَ في تعليمه أبجديَّتَي العشق والكتابة»؛
وضدّ مؤسّسها الدكتور سهيل إدريس، أحدِ المرتكزات الأساسية للثقافة العربية الحديثة، وأحد الرموز الثقافية الألمع في مقاومة الاحتلال الخارجي والاستبداد الداخلي، وأحد المدافعين الأبرز عن حرية الفكر والتعبير، والروائي والقصّاص الطليعي، وصاحب قاموس «المنهل» الشهير، وأحد مؤسّسي اتحاد الكتّاب اللبنانيين وأمينه العامّ ثلاث دورات، والناشر المميّز، والمترجم الفذّ الذي نقل إلينا كتب سارتر وكامو ودوبريه وعشرات آخرين؛
وضدّ مديرتها المسؤولة السيدة عائدة مطرجي إدريس، القصّاصة، والناقدة، والمترجمة، والناشرة، التي أفنت عمرَها في رعاية الثقافة العربية الجديدة؛
وضدّ رئيس تحريرها الدكتور سماح إدريس، المؤلف، والناقد، والناشر، والمترجم، والناشط السياسي والثقافي، وأحد أبرز كتّاب الأطفال والفتيان والفتيات في لبنان.
المجموعة الأولى من الموقعين على «ميثاق الشرف»:
دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، لبنان. إبراهيم دسوقي، صحافي، لبنان. إبراهيم نصر الله، روائي وشاعر، فلسطين/الأردن. أحمد جابر، صحافي، فلسطين/سورية. د. أحمد دلاّل، أستاذ جامعي، لبنان/الولايات المتحدة. د. أدونيس العكرة، أستاذ جامعي، لبنان. أسامة خليل، طالب دكتوراه، فلسطين/الولايات المتحدة. أسامة صعب، مهندس معماري، لبنان. د. أسامة محيو، أستاذ جامعي، لبنان. د. أسعد أبو خليل، أستاذ جامعي، لبنان/الولايات المتحدة. ألبير منصور، محام ووزير ونائب سابق، لبنان. إلياس مطران، محامٍ وسياسي، لبنان. د. أمينة رشيد، أستاذة جامعية ورئيسة تحرير مجلة «نور»، القاهرة. د. أنيس صايغ، باحث، فلسطين/لبنان. إكرام شمص شرارة، اقتصادية وناشطة اجتماعية، لبنان. إياد قيشاوي، ناشط عربي فلسطيني، الولايات المتحدة. بلال الأمين، صحافي وناشط، لبنان. د. بيان نويهض الحوت، باحثة، فلسطين/لبنان. تمام الأكحل شموط، فنانة تشكيلية، فلسطين/الأردن. جان خليل شمعون، مخرج سينمائي، لبنان. جبرا خوري، الأردن. حاتم إمام، مصمم غرافيكي، لبنان. حسنى رضا مكداشي، المديرة التنفيذية لمؤسسة نور لدراسات المرأة العربية، لبنان. حنان الحاج علي، مخرجة مسرحية، لبنان. خلود ناصر، ممثلة، لبنان. د. خير الدين حسيب، مفكر عربي، العراق/لبنان. د. رامي زريق، أستاذ جامعي، لبنان . د. رانية المصري، أستاذة جامعية، لبنان. رحاب مكحل، أمينة سر المنتدى القومي العربي، لبنان. روجيه عساف، مخرج مسرحي، لبنان. د. روز ماري صايغ، أستاذة جامعية، لبنان. زياد نويهض، مهندس، لبنان/قطر. د. زياد منى، باحث وناشر، فلسطين/سورية. د. زينة الزعتري، باحثة، لبنان/الولايات المتحدة. سعد الله مزرعاني، إعلامي وسياسي، لبنان. سمير كرم، كاتب عربي من مصر. سوسن البرغوثي، إعلامية وكاتبة، فلسطين. د. سيد البحراوي، أستاذ جامعي وناقد، القاهرة. شفيق الحوت، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، فلسطين/لبنان. شهيدة الباز، خبيرة في الاقتصاد والتنمية ورئيسة مؤسسة نور، القاهرة. د. صباح ياسين، باحث عربي، العراق/لبنان. صقر أبو فخر، سكرتير تحرير «مجلة الدراسات الفلسطينية»، فلسطين/لبنان. د. صلاح عمر العلي، وزير وسفير سابق، العراق/لبنان. طلال شرارة، محامٍ، لبنان. عصام نعمان، محامٍ ووزير ونائب سابق، لبنان. د. علي فياض، أستاذ جامعي، لبنان. عماد قيشاوي، مهندس، فلسطين/اليونان. غسان مكارم، ناشط ثقافي وسياسي، لبنان. فايز الأصفر، رجل أعمال، السعودية. كريم صادق، طالب دكتوراه، لبنان/الولايات المتحدة. كمال بلاطة، رسّام، فلسطين/الولايات المتحدة. د. كمال حمدان، باحث وخبير اقتصادي، لبنان. لبنى أحمد، خبيرة كمبيوتر، الأردن. د. محمد برادة، أستاذ جامعي وناقد ورئيس اتحاد كتاب المغرب سابقاً، الرباط. محمود سعيد، روائي، العراق/الولايات المتحدة. د. مسعود ضاهر، أستاذ جامعي، لبنان. معتز الدجاني، مؤسس ومنسّق مركز الجنى، بيروت. معن بشّور، مواطن عربي في لبنان. ملاك خالد، مدرّسة، لبنان/دبي. د. منى سركيس، صحافية، لبنان/ألمانيا. منى سكّرية، صحافية، لبنان. منح الصلح، مفكر عربي، لبنان. د. منذر سليمان، باحث، لبنان/الولايات المتحدة. منير شفيق، مفكر عربي، فلسطين/الأردن. مي المصري، مخرجة سينمائية، فلسطين/لبنان. د. مي عبود، أستاذة جامعية، لبنان. ميشال شحادة، كاتب وناشط، فلسطين/الولايات المتحدة. ناديا الذوادي، باحثة قانونية، تونس. ناصر لاما، مهندس، لبنان. نبيل الحاج علي، طالب دكتوراه، لبنان/الولايات المتحدة. نجاح واكيم، محام ونائب سابق، لبنان. د. نداء أبو مراد، موسيقي وباحث، لبنان. د. نهلة الشهال، أستاذة جامعية، لبنان/باريس. د. نوبار هوفسبيان، أستاذ جامعي، لبنان/الولايات المتحدة. هالة الصايغ، أمينة مكتبة في الجامعة الأميركية، بيروت. وليد شرارة، صحافي وكاتب، لبنان/باريس. وليد عكر، أستاذ جامعي، لبنان.

للاطّلاع على نص الدعوى وعلى الافتتاحية التي أثارتها، يرجى النقر على:

www.adabmag.com/topics/iftitahia/24.pdf

www.adabmag.com/pdf%20files/fakhri%20karim.pdf

لإرسال المقترحات، يرجى الإرسال على العنوان التالي:

[email protected]

للتوقيع على «ميثاق الشرف»: الموقع الإلكتروني:

www.taharor.org