آن م. ندّور
مشيت على الطريق المؤدّي إلى النهاية المحتّمة. وعلى امتداد الطريق كان ناس من مختلف الأعراق والجنسيات والأديولوجيات...
كانت خطواتي ثقيلة مرتعشة وفضولي كان كبيراً... أوّل شخص صادفته كان شابّاً... بدا حزيناً... سألته ما الحياة؟ أجابني بيأس: «الحياة لعنة كبيرة التصقت بالإنسان لتذلّه وتبكيه وتقتل أحاسيسه». تركت الشاب يلعن الحياة لأقابل صبيّة جميلة سألتها ما الحياة؟ قالت: «الحياة حسن تهواه النفوس المنفتحة وتأباه النفوس المريضة. الحياة حبيبي الذي أعانقه كل ساعة وكل يوم. الحياة.. آه ما أجمل الحياة».
وبعدما أطلقت صيحتها الأخيرة بفرح، وقفت أمام عجوز أحنى الزمان ظهرها... والتهمت السنون قسمات وجهها سألتها ما الحياة؟ أجابت: «الحياة ساحرة ماهرة في لحظة تمنحك كلّ شيء وفجأة تجرّدك من كل شيء... هذه هي الحياة... هذه هي الحياة».
تركت العجوز لأقابل ثائراً حرّاً. سألته ما الحياة؟ أجاب: «الحياة ملكة صارمة تهواك حرّاً وتأباك عبداً. تعشقك رابحاً وتلعنك خاسراً. تباركك قوياً وتنبذك ضعيفاً».
تركت المناضل وأكملت الطريق وفي النهاية وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام الموت. كان عليّ أن أخطو الخطوة الفاصلة.
سألت نفسي ما الحياة؟ خطوات الخطوة، دخلت العالم الآخر وأدركت الحياة!
إنها الطريق الذي لا بدّ لنا أن نعبره.