روز زيادة
منذ القدم، تتّقد التقوى في إنسان من البشر. وبحسب ما جاء في كتاب العهد القديم، بأنه كان هناك رجال أتقياء، أخيار، يهابون الخالق بضميرهم، بطريقة عيشهم، بتعاملهم مع الآخرين. هؤلاء كان الله يستعين بهم عند كل محطة مفصلية لزمن الإنسان على الأرض. من موسى إلى إيليا، نوح، لوط وإبراهيم وكثر غيرهم. جميع الأتقياء كانوا يمرون بصعوبات حياتية، وحرمان من أمنياتهم. إبراهيم الذي يحب الله لم يرزق بالبنين إلا في سن الشيخوخة مع زوجته سارة. مع ذلك عندما طلب منه الله أن يكون ابنه إسحاق الذبيحة، لم يتردّد ولم يحزن ولم يدخل إلى قلبه شك محبة الله له. في العيد الكبير طلب منه التضحية بابنه.
متى سيكون العيد الكبير في لبنان بالتضحية بأنانيّاتنا محبةً للوطن؟ نحن نذكر هذا الحدث العظيم، لكننا لم نتّعظ منه حتى في أيام مخاضنا العسير التي نمرّ بها. الذبائح التي تقدَّم على مذبح الوطن لم تسمُ بتفكيرنا، لم تحثنا على فهم بعضنا ولم تقدنا إلى الفقه الذي يوقف مهزلة العصر. نحن أكثر تخلفاً من المتخلفين. ليس هناك من مؤمن أو وطني أو مخلص يقبل بالذي يجري من شد الحبال بقضايا تخص الوطن.
عيد الأضحى، أبعد من كلمة تقال، ومن تصريح لرفض التعاون، وأعمق من انتقاء الذين يخدمون مصالحنا لنتحاور، ونتداول، ونتدارس معهم ليكون لبنان هو كبش الذبيحة. فموت أبنائه لم يشفيكم من غطرستكم يا مستنسبي كل المنصات لترفعوا إلى الشعب رفضكم بالتفاوض مع (زيد) من الناس؟ ندعو إليه وحده عّز وجل ألّا يقبل منكم تأوّهاً، وأن يصمّ آذانه عن صراخكم يوم الدين.