أسعد أبو خليل *
ترونهم اليوم، دعاة السيادة الجدد، يظهرون على الشاشات ويدّعون البطولات. فرسانٌ همُ وأبطال. ينصّبون أنفسهم صانعين لما يسمّونه «الاستقلال الثاني» (لا يلحظون المضامين المُحقرة للعبارة بحق مسخ الوطن هذا. ومن سيقود معركة الاستقلال الثالث والرابع في بلد يعصى على الاستقلال الحق؟). يزعمون أنهم هم وحدهم قارعوا النظام السوري ومخابراته في لبنان. ليس من رقيب ولا حسيب على ما يقولون ويفعلون. احتكار الإعلام يحميهم من أنفسهم. أوتتوقّع أن تلجأ جريدة «المستقبل» مثلاً إلى أرشيفها لفضح تاريخ مواقف غطاس الخوري وتناقضاتها مثلاًَ؟ (وغطاس خوري هذا دعا الولايات المتحدة إلى التدخل في لبنان لمنع التدخل الخارجي. حسّ المفارقة متدنٍّ جداً في لبنان). تاريخ لبنان وحاضره مزوّران، والمُزوِّر يحكم البلد ويضع المناهج المدرسية المقررة. ينمّقون في سيرهم الذاتية، ويلفقون في سيرهم السياسية، ويتطفّلون على السيرة الوطنية. حتى رفيق الحريري الذي نصّبه النظام السوري رئيساً للحكومة ـــــ قبل ان يعدَ الشعب بالربيع القادم ـــــ أصبح وفقاً للرواية الجارية معارضاً للنظام السوري مع أن خلافه مع النظام السوري، أو بعضه، كان وليد لحظة زوال حظوة فريقه (المُرتشي) داخل النظام (والرشوة سائدة في النظامين السوري واللبناني).

طواحين الهواء

الذاكرة ممنوعة في لبنان، والتاريخ تعاد كتابته أمام ناظريك. تفرك عينيك غير مصدّق. أحقاً ما أرى ـــــ ويا لهول ما ترى. أم أننا كلنا بتنا نعاني من تلك الغشاوة اللعينة التي منعت وليد جنبلاط من الرؤية على امتداد ثلاثين عاماً، لا غير. وها هو جورج بكاسيني يطل علينا اليوم بكتاب عن رفيق الحريري. لاحظنا أنه أهمل حقبة التسعينيات برمّتها، ولاحظنا أنه اعتمد على محو ذاكرة القرّاء بالكامل. الحريري في الكتاب الذي أُطلق بمهرجان رسمي ـــــ وقف فيه رئيس الحكومة والوزراء احتراماً ـــــ يصوّر الحريري كمصارع عنيد للنظام السوري في لبنان. فات بكاسيني ملاحظة أن كتابه يمثّل أكبر إدانة للرجل. فهو كما هو واضح كان يقول ويعمل في السرّ، عكس ما يقول ويعمل في العلن، وأحياناً في السر. أي إن التناقض كان يحكم أقوال الحريري وأفعاله العلنية، وأحياناً السرية. حتى سره كان متناقضاً أيضاً (وإن أشاد الشاعر أدونيس بـ«رؤية الشهيد الحريري» في برنامج «خليك (مع الحريري) بالبيت». لعله رأى فيه ذلك «المتحوّل»).
لم يذكر بكاسيني كيف احتفى الحريري برستم غزالة عند تبوّئه منصب الحاكم بأمره في لبنان. لم ترد في الكتاب أي إشارة إلى ذلك الاحتفال عندما أهدى الحريري وحاشيته مفتاح بيروت ـــــ اذ إن «مفتاح بيروت أُعطي له» ـــــ الى مسؤول المخابرات السورية في لبنان. لم يذكر بكاسيني أن الحريري كان مطيعاً ومطواعاً في يد النظام في سوريا. لبكاسيني أن يختلق له بطولات يحارب فيها من يشاء، بما فيها طواحين الهواء في الشام. فات بكاسيني أن كتابه يتضمّن صورة عن نموذج لسياسة النفاق السائد في لبنان منذ ما يسمّى استقلاله. كان رفيق الحريري يعمل مع البطريرك لا لإزالة سلاح حزب الله فقط، كما قرأنا في الكتاب المذكور، بل كان يعمل في اتفاق مكتوب على إزالة حزب الله من الوجود، في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماعات طويلة مع حسن نصر الله بهدف حماية المقاومة. يروي بكاسيني أن الحريري أعلن استقلال لبنان (الثاني أو الثالث، نسينا)، في السر طبعاً، بناءً على لقاء شيراك وبوش في 2004. نعمَ هذا الاستقلال الذي يُعدّ في الخارج، وفي مطبخ جورج بوش بالذات. نسي بكاسيني أن الأرشيف حافل بخطب ومدائح للنظام السوري ولبشار الأسد من الحريري وفريقه. ماذا ستفعلون بالأرشيف؟ كم هو عنيد هذا الأرشيف، وكم سيقضّ من مضاجع عندما تبدأ كتابة حقيقية لتاريخ لبنان في تلك الحقبة.
يستطيع أيّ امرئ أن يجمع في مجلدات من عدة أجزاء أقوال رفيق الحريري ومدائحه في النظام السوري في عهد حافظ الأسد وابنه من بعده. هل فعل ذلك بسبب الضغوط و«الإكراه» أيضاً؟ الحريري هو نفسه الذي كان يقول في عهد بشّار إن الضرورة هي في «التلازم والتكامل بين سوريا ولبنان وهذا أمر جوهري في الحفاظ على الأمن والاستقرار السياسي والأمني في البلدين. إن هذا الكلام ليس للاستهلاك، بل هو كلام حقيقي وعميق وأساسي جداً لأن الترابط عميق جداً والتحديات مشتركة والاستهدافات واحدة». («المستقبل» 21 آذار 2003) حوّلوه الى رياض ترك آخر في مماته. حتى آخر كلامه في جريدة «السفير» قبل يوم من اغتياله (الذي تستر فيه طبعاً على دوره في الإعداد للقرار 1559) نُسي بالكامل.

بحر الأرشيف

من أين تبدأ؟ أين تبحر في الأرشيف. عمّن تبحث ومن تقصد؟ من فارس خشان نفسه الذي كتب عام 2003 أن مجرد مقابلة صحافية لبشار الأسد (سمّاها «مبادرة») كانت كافية لتحدث «كوة في الجدار السياسي الذي تقيمه إسرائيل لمحاصرة الحقوق العربية» («المستقبل»، 2 كانون الأول، 2003). كان ذلك عندما كان خشان مؤيداً لـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وعندما أطلق تسمية «رجل سلام» على بشار الأسد. كان هذا قبل اكتشافه لحبّ الحياة. آنذاك، كان خشّان يشنّ هجوماً لاذعاً على قرنة شهوان متهماً إياها بالانقلاب على الحكم، ومستشهداً منوّهاً بأقوال ناصر قنديل (المستقبل، 16 آب 2003).
أتذكّر باسم السبع مثلاً كيف سار (الى جانب رستم غزالة والمفتي قباني الصادح دوماً) في «مسيرة وفاء ومبايعة» تأييداً لبشار الأسد (النهار، 7 حزيران 2000). هل كان مُكرهاً آنذاك؟ هل من يذكّر فؤاد السنيورة أنه ـــــ قبل سنوات فقط من تربيت جورج بوش كتفه في حديقة البيت الابيض ـــــ أكد أن لبنان «لن ينسى للرئيس الأسد ما قام به من جهود في سبيل إنهاء الحرب والحفاظ على وحدته وأمنه وتحقيق الوفاق الوطني»؟ (النهار، 13 حزيران، 2000) هل كان مكرهاً، هو الآخر؟ أما نسيب لحود فقد اعتبر أن وفاة حافظ الاسد هي «لحظة مميزة للدرس والاعتبار» (النهار، 12 حزيران 2000). فليدرس الشعب اللبناني هذه التصريحات ويعتبر. وماذا عن نايلة معوض التي تصرّ على تصوير نفسها كمعارضة لسوريا طيلة سنوات نفوذها في لبنان (حتى الراحل رينيه معوض الذي نصّبه النظام في سوريا رئيساً للبنان تحول هو الآخر الى معارض لسوريا قبل يومين من اغتياله كما يروي ميشال معوض، الذي لا يهنأ له بال ما لم يخطب أمام حشد من خمسين في صالون منزل الماما معوّض التي تحبّه كثيراً)؟ ألم تصرّح الماما معوّض آنذاك بأن اللبنانيين «مدينون للرئيس الأسد برعايته الابوية للقضية اللبنانية ودعمه المطلق لوحدة لبنان»؟ ألم تقل هي نفسها إن حافظ الأسد هو «عظيم من عظماء تاريخ أمتنا الحديث»؟ (النهار، 12 حزيران، 2000). هل كانت تتحدث عن الأمة اللبنانية؟ ألم تُعلن «خلود»ـه، بالحرف، للملأ؟ ويحدثونك عن السيادة وعن مقارعتهم للنظام في سوريا. ويدّعون صبحاً ومساءً أن المخابرات السورية حاربتهم هم (وهن) لجرأتهم وشجاعتهم. نسوا أن الارشيف سيلاحقهم، من اليوم والى الأبد.
هل نسي أحمد فتفت (ما غيره) أنه هو القائل إن حافظ الأسد شكل «سداً منيعاً وحصناً كبيراً»؟ هل نسي أنه هو من صرح بأن عزاءه الشخصي بعد موت حافظ الأسد يكمن في استمرار نهج الأسد عبر «شبل من عرينه»؟ (النهار، 12 حزيران 2000). أما صبحي الطفيلي الذي تحول في الفترة الأخيرة الى محب للحياة بعدما قاد حزب الله في حقبته المخيفة، فقد وصف الاسد بأنه «عزيز الأمّة ونصلها الحاد»؟ (النهار، 12 حزيران 2000). أما المدافع العنيد عن السيادة اللبنانية أثناء حقبة سيطرة النظام السوري، مروان حمادة، فقد وصف حافظ الاسد بأنه «قائد فذ تجمّعت فيه وتجلت به صفات الريادة والبطولة والشجاعة والحكمة». وأكد حمادة يومها أن لبنان «خسر بوفاته الأخ الأكبر الذي رعى دائماً وحدته واستقلاله وسلمه الأهلي» (النهار، 11 حزيران 2000) ويحدثك حمادة اليوم عن السيادة وعن الاستقلال.
ماذا تقول في هؤلاء؟ كيف يمكن الشعب الغارق في هموم الحياة اليومية والغلاء (أصدر وزير التجارة حكماً قاطعاً بأن أسباب الغلاء في لبنان هي «خارجية». لا ندري لماذا لا تتولى المحكمة الدولية أمر التحقيق في الغلاء الفاحش. لعل الغلاء في لبنان هو أيضاً جزء لا يتجزأ من المؤامرة السورية ـــــ الإيرانية ـــــ الفنزويلية) أن ينصرف لمتابعة مواقف هؤلاء وتقلباته؟ لبنان بلد يطري فيه المحللون على المتقلّبين والمنافقين (والمتقلبات والمنافقات). التقلّب والتلوّن الانتهازي في لبنان يُسمّى «قراءة عميقة للأوضاع»، أو «حاسّة شمّ استراتيجية»، أو «معرفة عميقة بالجغرافيا السياسية» أو «قدرة على استشراف المستقبل». لا من رقيب أو محاسب في بلد البلّوط. الطائفية كفيلة بحماية الفاسدين والفاسدات والمنافقين والمنافقات. من حمى السنيورة في السرايا غير مذهبية الزرقاوي؟
فلنتذكر تلك الأيام الخوالي. فلنتذكر كيف كاد مصباح الأحدب (بالمناسبة، ماذا حدث في حكاية التحقيق بانتحار مرافقه شنقاً؟ وهل كان ذلك الانتحار شبيهاً بانتحار أبي نضال في بغداد عندما أفرغ الأخير خزان بندقية كلاشنيكوف في ظهره بعدما أمعن في جسده تعذيباً؟) أن يرقص جذلاً بالشمعدان ترحيباً بزيارة بشار الأسد الى لبنان. ألم يصرّح الأحدب يومها بأن زيارة بشار الأسد الى لبنان هي «محطة تاريخية تعكس تلك الروح التي يتعاطى عبرها الرئيس الأسد مع لبنان»؟ ألم يفتِ الأحدب يومها بأن بشار الأسد «كان سباقاً الى وضع النقاط على الحروف في العلاقات اللبنانية ـــــ السورية بجرأة وموضوعية»؟ (النهار، 7 آذار، 2002) هل من يذكر كيف كان مفتي صور وجبل عامل وجبل صنين، علي الأمين، يتحدث عن النظام في سوريا؟ كان هذا قبل أن يكتشف حب الحياة. يومها، قال مفتي صور إن «ذكرى الرئيس حافظ الأسد تعيد للأمّة العربيّة ذكريات النضال الدائم، وإن الحقوق تؤخذ بالمقاومة وبالمواقف الصعبة. إن الرئيس الدكتور بشار الأسد مثال يُحتذى على طريق والده الرئيس الراحل حافظ الأسد» (المستقبل، 11 حزيران، 2003).
لا تحتاج الى كثير عناء وجهد لتقارن بين ما يُقال اليوم وما كان يُقال بالأمس القريب. واللوم يجب ألا يقع على أهل النفاق في البلاد بل على جماهير الطائفية المُنقادة كالنعاج. إن جنحوا شرقاً، جنحوا معهم بلا سؤال، وإن جنحوا غرباً، جنحوا معهم بلا سؤال أو تفسير. يعينهم في ذلك فريق من الفقهاء المتدرّبين (ومن كل المذاهب والأديان) في مهارة الارتهان وتطويع الدين في خدمة السلطان، كائناً من كان.
هؤلاء الذين جنحوا مع عبد الناصر ضد إسرائيل ثمّ عادوا وجنحوا نحو إسرائيل عندما أمرهم السادات بذلك. نتذكر كيف كان وليد جنبلاط يقول إن لبنان «وسوريا في خندق واحد، وكنا وما زلنا وإن انسحبت من لبنان» (المستقبل، 6 أيار، 2003). يومها، كان جنبلاط يؤكد لـ«المستقبل» أن الاتقاق «كان تاماً» بينه وبين إميل لحود «على كل الأمور سواء ما يتعلق منها بعمل مجلس الوزراء أو الوضعين السياسيين داخلياً وإقليمياً» (المستقبل، 12 حزيران، 2003). كان ذلك يوم كان جان أوغاسبيان يصر على أن «التعاون الامني» مع النظام السوري هو «حاجة ماسة». (17 أيار، 2003). كان غازي العريضي يومذاك يشكو من تدخلات السفير الاميركي في لبنان ويقول: «إن السفير الاميركي في لبنان تجاوز دوره سفيراً بلاده وتصريحاته فيها تجاوز للحدود والسيادة» (23 آذار، 2003). وحذّر العريضي من تسوّل لهم أنفسهم محاولة تقليد حميد كرزاي في العالم العربي، كما حذر العرب المنبطحين أمام أميركا ـــــ سبق ذلك انبطاح الزعيم الاشتراكي في الجبل. نسي وزير الإعلام كل ذلك. لعله معذور. لعل السفير الاميركي توقف عن تجاوز حدوده، ولعل السنيورة لم يقلد كرزاي، لا بل بزّه في مماشاة «رؤية بوش»، على ما يقول ليبراليّو العالم العربي اليوم.

استثناءات

لكن لا يمكن الزعم أن الكل كان راضخاً. فهناك الذين، إن اختلفتَ معهم أو اتّفقتَ، كانوا منسجمين مع أنفسهم وقناعاتهم. البطريرك الماروني مثلاً أو سمير قصير أو مي شدياق لم يتغيّروا أو يهادنوا أو يسايروا. وجريدة «النهار» نهرت سمير قصير عندما تعرّض للمضايقة من الجهاز الامني بسبب مقالاته. البطريرك الماروني كان واضحاً منذ البدء في تبنّيه لخط القوات اللبنانية والمشيئة الاميركية. أما البقية الباقية فسايرت وتملقت ونافقت وتريد اليوم أوسمة لمواقف لم تتخذها ولبطولات لم تقم بها. يقولون إن المخابرات السورية حاربتهم في الانتخابات مع أنهم كانوا نواباً ووزراء في حقبة سيطرة النظام السوري (وهم يؤكّدون في سياق آخر أنّ سوريا كانت تأتي بمن تشاء في مجلسي النواب والوزراء، ناسين (وناسيات) أنّ في هذا التأكيد إدانة لهم هم). لكنّه زمن محو الذاكرة. إنّه زمن يسمح لسامي الخطيب ـــــ هذا الذي سبق عاصم قانصوه بسنوات في الولاء الأعمى للنظام في سوريا ـــــ بأن ينتقد اليوم ممارسات المخابرات السورية في لبنان، هذا الذي «قاد» قوات الردع العربية معتمراً قبعة شبيهة بقبعة تشي غيفارا. إنه زمن يسمح لإلياس المر بأن يخترع بطولات لنفسه في مواجهة المخابرات السورية في لبنان مع أن المخابرات كانت تشترط توزير ميشال المر، أو ابنه الياس إذا تعذر توزير الأب. ويحدثونك عن السيادة.
وطبعاً، ليس النفاق السياسي حكراً على فريق واحد في لبنان. فهناك في 8 آذار نماذج فاضحة. البعض في هذا الفريق يصرّ على أن لا مرشح رئاسياً له إلا ميشال عون، بعدما كانوا ولسنوات قد كفّروا الرجل وخوّنوه وكادوا أن يصلبوه بباب دمشق (بالإذن من نزار قباني). لكن هناك ما هو أهم. فنحن في أسبوع الابتهالات الدينية. فليستمع شعب لبنان بإنصات الى رئيس حكومته الدائم، فؤاد السنيورة، في لحظة خشوع مؤثرة: «أمّا الملك عبد الله بن عبد العزيز، الإنسان الكبير، والقائد الكبير، والفارس النبيل، فرعى الله ودَّه، وأطالَ عهدَه، ومتَّعَنا بوجوده وعملِه، جزاءَ ما قدَّم وأسهم، وجزاءَ ما سعى وكافح، من أجل عزَّة وتقدُّم المملكة، حصن العرب والمسلمين، ومن أجل خير الأمة العربية، وسلامِ لبنان وحريته وعروبته وسيادته واستقرار نظامه الديمقراطي وعيشه المشترك» (الشرق الأوسط، 9 آب 2007).
(ملاحظة: أود ان أشكر زيتا الحلو في لبنان لمساعدتها لي في التنقيب في أرشيف المستقبل).
* أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا
(موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)