روز زياده
تعليقاً على رسالة «راهبة من لبنان» بعنوان «سيدي البطريرك»، التي نشرت في جريدة «النهار» يوم الخميس 27/12/2007، أقول: «أشكر انفجار جرح روحك الذي دوّى عالياً في ضمائرنا وقلوبنا، وقد حثّ جراحنا على التأوّه بصوت عالٍ. نحن الشعب يا حضرة الأخت مثلما نركض وراء سراب اسمه التوافق، واسمه الوطنية المطلقة وقبول رأي الآخر، هكذا يعمّق جرح طموحنا كلما وجدنا أبناء الطائفة الواحدة يزايدون بوطنيتهم، وأبناء طائفة أخرى يتلطّون بعباءة السيد البطريرك. ونحن لا يسعنا لمح عباءة كاهن، خادم رعية، كأنّنا نسير في ضباب الروحانيات والإرشاد الروحي.
نعم، نحن الذين أتى السيد المسيح من أجل خلاصهم «نقلّع» شوكنا بأيدينا، لأنّ المسؤولين عن نشر معنى تجسّد السيد المسيح، لا يحسنون سوى «فن» الخطابة. السيد المسيح بالنسبة إليهم «وعظة» يوم الأحد، لا يعرف طفلاً يتيماً، ولا إنساناً عاجزاً ولا فقيراً.
السيد المسيح الذي جاء من أجل المرضى والمتعبين لا نراه في وجه أيّ من الوعّاظ. بأسف عميق أقولها، أصحاب النفوذ الديني يُسهمون في هدم جدران الكنيسة شيئاً فشيئاً لتُبنى بحجارتها بيوت بدع لتفسير الشريعة، والمبشّرون بهذه البدع لا عمل لديهم سوى متابعة الإنسان في كلّ أوضاعه. لهذا يكسبون منكسري القلوب، وبسهولة يحضّونهم على ترك الكنيسة.
نأمل يا حضرة الأخت أن يكون للمسؤولين الروحيّين في الطائفة المسيحية عيون تقرأ وآذان تسمع وفكر يحلّل.