دانييل درينان *
بعدما أُعلن أن منظمة غير حكومية فرنسية تدعى «أرش دو زويه» (سفينة زويه) حاولت أن تخطف أطفالاً من التشاد بنقلهم بالطائرة إلى فرنسا من أجل تبنيهم، صرحت آن فينيمان، المديرة التنفيذية في منظمة اليونيسيف: «هذا أمر يجب ألّا يسمح به المجتمع الدولي. فمن غير المقبول أن نرى أطفالاً يؤخذون من بلدانهم الأم بشكل لا ينسجم مع القوانين المحلية والدولية».
لسوء الحظ، يعكس استياء فينيمان نظرة عالمية أحادية الجانب إلى التبني اليوم. ويمكن تتبع آثار هذه النظرة بالعودة إلى الماضي، إلى الكاتبة بيرل س. باك وغيرها من مؤيدي التبني الدولي في منتصف القرن المنصرم، أولئك الذين رأوا فيه «نعمة خلاص» لأطفال من مختلف أصقاع الكرة الأرضية. ولطالما لعب هذا الشعور، الذي يتردد صداه في بيان بعثة «أرش دو زويه»، دور الذريعة لاستخدام «الأيتام» كملكيات يشبعون فيها نهم آلات التصوير. فعملية «إنقاذ الأطفال» (Operation Babylift)، وهو جهد بذلته الحكومة الأميركية بعد حرب فيتنام لتحسين صورتها في وسائل الإعلام، حاولت إعطاء الأميركيين وجهاً إيجابياً لدورها في الحرب. لكن لا أحد كان يومها شاهداً على الأمهات الفيتناميات الذاهلات اللواتي يُسلخن بالدموع عن أطفالهن المجبرين على انتظار طائرات تقلهم إلى ما وراء البحار. إن موضة التبني الحالية، وتسببها حملات العلاقات العامة التي يقوم بها مشاهير هوليوود وتعود إلى أيام جون كروفورد، لا تجسّد إلا واحداً من مظاهره الأشد كلبية. فقد نُشرت أخيراً مقالة في مجلة «نيويورك ماغازين» يُطلب فيها من الأهل أن يقيسوا الذي لا يُقاس: حبهم لأولادهم بالتبني. وهذه الأمثلة، بما فيها البيان الصادر عن اليونيسف، تعكس أيضاً جانباً واحداً فقط من المسألة: إنه جانب المتبني، الوالد أو الوالدة والزوجان والبلد.
يركز هذا الفهم للتبني على اعتباره عمل خير لا غير؛ وإذا نُظر إليه وحده، خارجاً عن أي سياق، قد يُعَدُّ ذلك حقيقة لا جدل فيها. لكن التبني الفردي يُسوَّق ويُعلّب بشكل يتمحور حول هذا الجانب الخيري، الأمر الذي يثير الخيبة. فهو يفترض مسبقاً، بشكل خاطئ، وجود عائلة سليمة عالمياً، ومفهوم لخلاص العالم الثالث يأتي على جرعات فردية من المناطق المتقدمة؛ فيثني على الولد بعبارات مثل «متفوق» أو «محظوظ» أو «مختار». هذا ويُصوَّر التبني بأنه أفضل من لا شيء، ويُزعم أنه لا يمكن القيام إلا بالقليل على المستوى الفردي من أجل تغيير الوضع العالمي. وهكذا يُعتبر أن التبني يسد بعض حاجات الثقافة العالمية الطاغية، لا حاجات الأهل الراغبين في تكوين عائلة فقط، ويتمحور حول الأطفال الذين هم (ربما بشكل مثالي) الأقل قدرة على التعبير عن أنفسهم.
ولكن هذه الحجج تبدو واهية لدى التمعن في المسألة، وهي تثير أسئلة أكثر مما تحمل إجابات. فعلى الصعيد العام، إن الفكرة القائلة بعدم القدرة على القيام بأي عمل على المستوى المجهري الصرف لتحقيق تغيير في العالم هي بحد ذاتها مضللة للذات وتعكس جهلاً متعمداً للتضحيات المطلوبة التي ينبغي تأديتها: فمستوى حياة العالم المتقدم يأتي على حساب العالم الثالث (لرغبتهم في ظروف أفضل)، وقائمة الأعمال التي يمكن القيام بها، إذا أُريد تحقيق الخير الجماعي، ستخفف جداً من الفقر في عالم اليوم، إن لم تقضِ عليه. وبشكل أخص، حتى لو قبلنا بالافتراض المسبق القائل إن تبني الأطفال يخلصهم من الفقر أو «ينقذهم»، يمكن المجادلة بالقول إن مستهلكاً إضافياً في العالم المتقدم يزيد الطين بلة على المستوى العالمي. وإذا أريد التعمق أكثر في هذا الموضوع: ينشئ التبني على المستوى العالمي «طلباً» على الأيتام تلبيه دول العالم الثالث والوكالات التي تؤمن «عرض» الأطفال؛ لكن إدخال طفل مولود في الخارج إلى بيئة غير متعددة الثقافات يُعَدُّ إشكالية؛ كما أن الثقافات الفردانية وتلك المرتكزة على العائلة النووية تمحو ثقافات أخرى أكثر ارتكازاً على المجموعات. فهل ننكر ببساطة وجود سرقة الأطفال والمتاجرة بهم؟ أوَليس من المفارقة أن يبقى أطفال المرتبة الأدنى في مجتمعات العالم المتقدم من دون تبنٍّ، في غالب الأحيان لأسباب عرقية وأخرى تتعلق بالعمر؟ ولماذا يسمح المنطق الشاذ للعالم المتقدم بتبني أطفال من دول العالم الثالث، فيما يمنع راشدي هذه الدول نفسها من الهجرة إليه، أو يرحّل أولئك الموجودون فيه أساساً إلى بلدانهم الأم؟
وإذا أردنا الاستطراد منطقياً: أوَلا تتمتع المربية الكاريبية المهاجرة إلى مدينة نيويورك (وتعتني بطفل متبنى من العالم الثالث فيما هي بعيدة عن عائلتها الخاصة، الأمر المثير للسخرية) بالحقوق نفسها التي تتمتع بها الأم التي تخدمها؟ والتي تتمتع بها القرية التشادية التي أُقنعت بوجود «حياة أفضل» لأطفالها في مكان آخر؟ والتي يتمتع بها طفل التبني الذي لم يطلب يوماً أن يترعرع في ثقافة بعيدة وغالباً مُبعِدة عن ثقافته؟ أوَليس لديهم جميعاً ما يقولونه لأن مكاناتهم غير متساوية، والأعمال المتاحة لهم غير متكافئة، والقدرة على السفر إلى أوروبا أو أميركا لاختيار طفل أبيض لأنفسهم غير متوافرة، ولأنّ نمط حياتهم لا يُعترف به نمطاً سليماً، ولأنهم لا يتمتعون بأي امتيازات، ويمكن استغلالهم؟ إذا أصبح العالم مساواتياً فجأة، وتوافر مكان لكل طفل في مجتمعه إن لم يكن في عائلته، فماذا سيفعل الأزواج ممن لم يرزقوا أولاداً حينها؟
واضح لمَ لا يصغي أحد إلى هذا الجانب من النقاش. إن الحقيقة لَلاذعة ونشعر أمامها بالانكماش، تماماً كما نحس لدى سماعنا أخبار الفضيحة الأخيرة من تشاد، أو عندما أسمع أماً تقول عن ابنتها التي تبنتها من جمهورية سوفياتية سابقة: «طبعاً اشتريت طفلتي!»، أو عندما أحدق بالشيك الذي «قبله» ميتمي في لبنان هديةً من أهلي، أو عندما أدرك أن كل الأسماء على الوثائق الخاصة بي، تلك الأسماء التي قد تربطني بعائلة مولدي، هي مزوّرة بالكامل.
يصبح التغاضي عن هذه الصورة الأكبر عملاً أسوأ بعدُ عندما نغفل النظر إلى واقع حياة أطفال التبني. أولئك الذين أمضوا سنوات في ميتمي يذكرون ما قيل لهم من أن بعض «الأهل الهبة» قادمون بغية «اختيار طفل محظوظ». نُعاقب بأنه ينبغي علينا التوقف عن البحث عن شيء لا يمكن أن نملكه يوماً. بالنسبة إلى كُثُر هنا، نحن «أطفال الخطيئة» وهم لا يرحبون بنا، أو يتقبلنا بعضهم بتحفظ متفوهين بتفاهات مزعجة. ستلصق بي هذه المقالة صفة المتبنَّى ناكر الجميل، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. لكن كل المواقف المونولوجية المذكورة أعلاه لا تأخذ بعين الاعتبار الأفكار أو الأحاسيس أو الحاجات التي تنتاب القضية التي يزعمون أنهم يدافعون عنها. فقد أُعدت لتحريف طرح الأسئلة وتحييد الانتقادات عن سكتها، فيما تستخف بوجهات النظر إلى التبني التي لا توافق العالم المتقدم. إنهم يضعون الطفل المتبنى في سجن وجودي ظالم غير رفيق وحقير.
يذكر العديد منا ما قيل لنا بأننا محظوظون لأن التبني ممنوع «بين المسلمين». عندما يكبر المرء، وهو يؤمن بتفوق الوحدة الاجتماعية المرتكزة على الزوجين والطفل أو الأطفال، تصبح فكرة الترعرع في ميتم، من دون «عائلة» أو تحت «وصاية»، فكرة عاصية على الفهم، إن لم تكن مروّعة. منذ عدت إلى لبنان منذ ثلاث سنوات، أدركت أن الآية القرآنية المرتبطة بالتبني تولي الاهتمام ببقاء الأطفال على صلة بنسلهم وباسمهم وبمكانهم في المجتمع. وأكثر ما يلفت الانتباه أن هذه المفاهيم ـــــ النسل والاسم والمظهر والمجتمع الأصلي ـــــ هي المواضيع التي تعذب المتبنين متى بلغوا سن الرشد. لذلك يجب ألا نُفاجأ بأن الذين يجدون والديهم الطبيعيين ـــــ كما وُثِّق في فيلم «ابنة دانانغ» (Daughter of Danang) أو المقالة المنشورة أخيراً في مجلة «ريدرز دايجست» بعنوان «الأميرة الضائعة» (The Lost Princess) مثلاً ـــــ غالباً ما تقوم القرية، لا العائلة وحدها فقط، بالترحيب بعودتهم إلى «موطنهم»، في الاتجاه المعاكس تماماً لرحلتهم الأولى التي نقلتهم إلى أرض التبني. هذا أكثر ما أثار دهشتي في لبنان، بالنسبة إلى الذين جعلوا لي مكاناً في مجتمعهم بشكل تجاوز أي توقعات مكونة سلفاً، والروابط العائلية والمجتمعية. لا يمكن الادعاء بالصدمة من أن يؤدي سوء الفهم المتعمد والمقصود للعائلة وللمجتمع إلى هذه الفضيحة الأفريقية التي حدثت أخيراً والاحتجاجات التي أثارتها، أو الصدمة من أن يكون المُعدون للخلاص المزعوم هم أكثر المعذَّبين.
يشاطرني العديد من الأيتام من ميتمي رغبة واحدة: الحقيقة الصادقة، ومناقشة صريحة لما جرى في أيامهم الأولى. فهنا تلتقي دوامة البؤس الأساسية بحقيقة انعدام المأوى، وهي مواجهة عنيفة لا تُحتمل. لم تكن العودة إلى لبنان إلا يقظة قاسية، وقد توقفت عن البحث عن والديّ الطبيعيّين لأنني أرى فيه عملاً أنانياً، إذ أعيش، كما هي حالي اليوم، في مكان يتصف بمستوى من الفقر لا يمكن تخيله ووضع سياسي أقلّ ما يقال فيه أنه غير مستقر. لذلك يُعَدُّ البحث عنهما رفاهاً، ويجب علي أن أتخلى عنه؛ مقارنة بسواي، ليس لدي ما أتذمر منه: بالنسبة إلى ما حدث لنا جميعاً، نحن الذين تولى أمرنا الميتم في بيروت، ما اكتشفته من تخلٍّ عنا وتبنينا هو أفظع من أن يطيقه الإنسان أحياناً. وقد سئمت تحمل أسئلة يطرحها أشخاص مُتبنَّون يبدأون بحثهم هنا، فليس لدي سوى حسرة في القلب أمدهم بها. وأصبح الاستمرار بالنظر إلى التبني بالطريقة الملحمية والرومنطيقية السابقة أمراً لا يطاق، إن لم أقل مستحيلاً، بالنسبة إلى العديد منّا.
في الوقت عينه، أشهد يومياً تدخلاً لا ينتهي من دول العالم المتقدم على الصعد السياسية والثقافية والاقتصادية هنا، ولا يسعني إلا أن أضيف التبني، منطقياً، إلى لائحة طويلة من المظالم المرتكبة من الخارج. وأضم صوتي إلى أصوات الآخرين من الجانب الآخر من أسطورة التبني، إلى أصوات زملائي في التبني والمجتمعات التي يأتون منها، الذين يطلبون الآن أن يُعوض علينا بحق الرد؛ أن يُسمح بالانتقاد ورد الفعل لأكثر مَن يحق له الكلام مع أنه الأشد التزاماً بالصمت. أقتبس بعض ما ورد في رسالة خطية صدرت عن اتحاد أفريقي رداً على الأحداث الأخيرة في التشاد، بأن ثمة انتقاصاً لـ«الكرامة وللاحترام» في هذه المسألة التي ليست إلا امتداداً للطريقة التي نظر فيها العالم المتقدم إلى سائر البشرية وعاملها عبر التاريخ. فيجب أن ينتقل محور الاهتمام في مسألة التبني من الأهل إلى الطفل، من العالم المتقدم إلى العالم الثالث. آن الأوان لمناقشة التبني الدولي بصراحة ونزاهة، لنكون منصفين بحق كل الذين يتأثرون به. آن الأوان للكلام على المتاجرة بالكائنات البشرية الأضعف والأعجز عن الدفاع عن أنفسهم. آن الأوان للكلام على الخبث الذي يتجاهل الهوة التي لا تنفك تتسع بين العالمَين المتقدم والثالث، والاستغلال الفظيع لاختلال توازن القوى الحالي بينهما؛ هو استمرار لقصة دنيئة فيها تؤدي البقع الفقيرة والأدنى و«غير المتحضرة» من الكرة الأرضية دور المصدر لمواد تُنهب وتصدَّر وتُباع.
بإطلاق تسمية «أرش دو زويه» ـــــ وهو تلاعب على كلمات التعبير الفرنسي الذي يعني «سفينة نوح» ـــــ يمكننا أن نرى هذه الرومنطيقية التي عمرها من عمر الزمن، والتدخل المتعجرف في مصائر البشر، وهما يتكشفان دلالياً: فثمة أطفال يُنقذون ـــــ والآخرون ـــــ أطفال الخطيئة التعساء الحظ ـــــ يُتركون لأقدارهم. وهكذا تؤدي هذه المنظمة غير الحكومية، واستطراداً العالم المتقدم، دور الإله، فتؤدي إلى نتائج مشؤومة. هذه الفكرة الإرسالية تحكم على الناس بالوضع الذي يعيشونه من دون اعتباره نتيجة مباشرة لنزوات الأنظمة الدولية الاقتصادية والسياسية والثقافية التي وضعها العالم المتقدم على حساب العالم الثالث. يجب أن نعترف بما يمثله التبني الدولي وبماهية نتائجه، لا محلياً أو فردياً وحسب، بل عالمياً ومن زاوية إنسانيتنا المشتركة. فالقبول بمنظور واحد للتبني، ذاك الذي لا يمنح حق الكلام للذين يتم تبنيهم وللمعنيين به في الدول المصدر فقط لأنه يثبت شعورنا بذواتنا، أمر غير مقبول معنوياً ولا أخلاقياً.
بعد أن تنقضي مدة طويلة على تراجع الاهتمام بهذا الموضوع وعلى توقف تركيز الإعلام على أنجيلينا جولي ومادونا، وبعد أن تقوم الفتاة المليون بتجربة تمثيل لأداء دور آني، يستمر الأطفال ومجتمعاتهم الأصلية بعيش ما جرى لهم ويحاولون فهمه. وها أنا أكرر كلام السيدة فينيمان: «من غير المقبول أن نرى أطفالاً يؤخذون من بلدانهم الأم».
يؤمل أن يؤدي هذا الاعتراف، نقطة الانطلاق المحلية فعلاً، إلى تحوّل في موقف الأهل المتبنين حيال ما هو أبعد من الأطفال الذين استقبلوهم في عائلاتهم، حيال العالم الذي تفصله مسافات طويلة عن بيوتهم؛ وتوسعاً أن يؤدي إلى تحوّل في موقف شمال الكرة من جنوبها، في موقف العالم المتقدم من العالم الثالث. كما أنه قد يسمح لنا، للمرة الأولى، بأن نرى ونعترف ونثبت «العائلة العالمية» التي نرتبط بها. أكثر ما يؤثر في قضية «أرش دو نويه» هذه هو الاختلاف بين الاحتجاج على الأعمال التي تقوم بها هذه المنظمة غير الحكومية من زاوية «القانون الدولي»، والصرخة العالية المختلفة في نوعها والموجهة إلى المنطق السائد عموماً الذي نتناقله، أي الشعور بوجوب إنقاذ الآخرين بحد ذاته؛ احتجاج يسعى إلى أن ينصب على مسائل العولمة، والسياسات العالمية والثقافات المحلية والأنظمة الاقتصادية الدولية؛ يتحدى مباشرة المفاهيم السائدة المتعلقة بالثقافة العالمية المزعومة؛ يعيد التبني إلى إطاره الصحيح، وبالتالي يتطلب منا أكثر بكثير من ناحية الإرادة الجيدة وحب الغير والتخلي عن الأنانية.
إن القبول بذلك وتغيير المناظير والاعتراف بوجهة نظر الآخر، كل هذا سيسمح لأهل العالم المتقدم بفهم ما تجسده هذه الفضيحة الأخيرة لمن يتقاسمون معهم الكرة الأرضية، وسيكشف أنه، في طيف التبني، من غير الممكن الفصل بين الذي يستحق الازدراء والذي لا يستحق؛ إن محاولة تصوير أطفال من التشاد بأنهم لاجئون من دارفور تحضيراً لاختطافهم من أفريقيا ليس سوى طرف واحد من الطيف، أحد تجليات مشاكل تشمل كل نظرة العالم المتقدم إلى الأمور. عندما يُمنح كل المعنيين حق الكلام، عندما يصبح النقاش أخيراً متوازناً بنزاهة، عندها فقط لن يُفسد التبني ما بقي متلكئاً من عالم مقسم تقسيماً ظالماً.

* أستاذ مساعد في مادة التصميم الفني
في الجامعة الأميركية في بيروت