آن ندّور
وقفت لمرة في حياتي أنظر.. وأتأمل...
كان الواقفون على حافة المذبحة كثيرين...
كانوا يبتسمون ويرقصون... بفرح... وقد ارتدوا الدماء أثواباً.. واحتسوها خمراً..
كان الشر يتطاير من وجوههم.... والحقد راسخاً في كل نبضة...
كانوا كائنات اختارت الحروب حياة...
كانوا بشراً سعوا بكل إرادة لإثبات أنفسهم جنساً متميزاً يبتكر تاريخه الخاص..
كنت أتأمل ذلك المشهد غير قادرة على إبعاد نظري عنه... بدأت دمائي ترتعش...
هل يعقل ما أراه؟ هل هنالك ما هو أكثر رعباً...؟!
حلم... أم كابوس... أم....؟!!!
وقفت أمام المرآة... لأتأكد...
بدوت ملوثة... مشوهة...!!!
رغبت أن أبكي بصمت...!!!
ولكني لم أفعل... وقد لبيت الدعوة إلى حلبة الرقص..!!!
كنت في كل خطوة أخطوها أسمع صوتاً يهمس في أذني:
(لو كنتُم عُمياناً، لما كان عليكُم خَطيئة، ولكِن ما دُمتُم تقولونَ إنَّنا نُبصرُ، فخَطيئتُكم باقِيَة)