عمار سليمان علي
تتميز الأنظمة المسمّاة ديموقراطية من بين ما تتميز به، بالسلاسة والسهولة اللتين يتم بهما انتقال السلطة من سلف إلى خلف. والأهمّ بوجود طريقة واضحة ومحدّدة لاختيار الخلف أي لاختيار الرئيس. من هنا يحتار المتابع لأخبار لبنان ـــــ المفترض أنه رائد الديموقراطيّة في هذا الشرق العربي ـــــ وهو يرى مقدار التردّد والتخبّط والعجز والقصور عن التوصّل إلى صيغة مناسبة لاختيار رئيس للجمهورية. ويحتار المرء أكثر وهو يرى تعدّد الآراء والاتجاهات لا في صفوف اللبنانيين فحسب، بل كذلك في صفوف المحلّلين السياسيّين والخبراء الاستراتيجيّين الذين لم يهتد أي منهم إلى اقتراح وجيه يحلّ المعادلة اللبنانية المعقّدة ويناسب الصيغة اللبنانية الفريدة التي تنطبق عليها بكل المقاييس تسمية «أوريجينال».
ولكن مهما طال الظلام، فلا بدّ للضوء أن ينجلي في نهاية النفق، فها هو محلّل سياسي «أوريجينال» يعلن وجود عدة طرق «أوريجينال» لاختيار رئيس «أوريجينال»:
الطريقة الأولى: برنامج تلفزيوني على غرار تلفزيون الواقع، يشترك فيه جميع المرشّحين للرئاسة، حيث يمارسون حريتهم الكاملة في المكائد والدسائس والمؤامرات والمناورات والتقلّبات والسير على الحبال والطيران في الهواء، وفي نهاية كلّ حلقة يخرج أحدهم من المسابقة بناءً على... تصويت الجمهور!
الطريقة الثانية: رسائل الـSMS حيث يقوم كل مواطن يمتلك خطّاً خلوياً باسمه بإرسال رسالة SMS تتضمن اسمه الثلاثي ورقم بطاقته الانتخابيّة واسم المرشّح الذي يفضّله، ويصمّم برنامجاً إلكترونياً خاصاً لفرز الأسماء واستبعاد الرسائل غير الصالحة، ويفوز المرشح الذي يحصل على أكبر نسبة من... تصويت الجمهور. ولهذه الطريقة ميزة إضافية هي إجبار أولئك الذين لا يمتلكون خطاً خلوياً حتى الآن على امتلاكه، فيزداد عدد مشتركي الخلوي وتتضاعف أرباح الشركات، ويفرح مروان حمادة.
الطريقة الثالثة: مسابقة على غرار مسابقات ملكات الجمال، يشترك فيها جميع المرشّحين، حيث يعرضون مفاتنهم، عفواً برامجهم وأفكارهم، وتتولى لجنة من كبار الناخبين الداخليين والخارجيين وضع علامات لكل مرشح في كل مرحلة من مراحل المسابقة التي تتضمن على سبيل المثال: مرحلة نظافة اليد، ومرحلة الماضي والحاضر وتستلزم من كلّ متسابق أن يحصل على إقرار خطّي من حاضره بأنه لا يخجل من ماضيه.