إيلي أبو جودة
لماذا تجري لقاءات بكركي المعدوم الأمل منها سلفاً، وما الغرض منها ما دامت نتائجها معروفة، وخصوصاً بعدما تعذّر لمّ الشمل بسبب اليتم الذي نعيشه. ماذا يجري في بكركي بعدما كان المطلوب لقاء جامعاً، فأضحت لقاءات تفرقة، فإذا كان الراعي يعصى عليه جمع القطيع، فما عليه سوى التنحّي علّ مَن يأتي بعده يقدر على ذلك، فمن الله نطلب العون فهو العليم القدير والمُعين للشعب والحامي ممّن باعوا الضمير.
الجميع يعلم، وخصوصاً مَن يجتمع في بكركي، أن خلاص هذا البلد وضمان وجودهم فيه لن يكون إلا بمجيء الجنرال عون رئيساً. ولكن الغيرة والحقد أعمى بصيرتهم حتى العمالة وباتوا ينطحون الجدران من شدة قصر النظر. والمؤسف أنهم يأخذوننا إلى الحرب، شئنا أو أبينا، وليس في اليد حيلة. إنّ الرهانات على الخارج للاستقواء على طرف في الداخل لم تكن ولن تكون يوماً لمصلحة أحد، بل هي مدمرة للجميع. فكفانا انجراف وراء مشاريع خارجية. ألم نتعلم من ماضينا منذ الحكم العثماني مروراً بالفرنسيين والسوريين، والآن نعيش تجاذبات أميركية إيرانية عربية أوروبية سورية إسرائيلية، والوطن يتمزق؟
ونكرّر كلام الشاعر:
أُمّتي كم صنمٍ مجّدتهِ/ لم يكن يحملُ طهرَ الصنمِ
لا يُلامُ الذئبُ في عدوانهِ/ إن يَكُ الراعي عدوَّ الغنمِ
فاحبسي الشكوى فلولاكي/ لما كان في الحكم عبيدُ الدرهمِ