روز زياده
تعليقاً على ما جاء في كلام المذيعة السيدة ريما نجيم يوم الجمعة 24 آب 2007، التي استشهدت فيه بأقوال «السيد المسيح»، ومنها قصة المرأة الخاطئة التي سامحها لكثرة حبّها، أقول: «إن السيد المسيح كان قد قَبِلَ حبّ تلك المرأة، وسمح لها بالتعبير عن ذاك الحب، وصدّقه».
مَنْ يرضى اليوم بالحب؟ من يفسح في المجال للتعبير عنه؟ من يثق بما نقوله، لترسيخ حب أو صداقة أو زمالة أو أخوّة؟ مناخ حياتنا صحراوي، لا حياة لبزرة حبّ فيه. تابعتك مراراً، أنت المذيعة تصلّين كل يوم قبل الانطلاق ببرنامجك الصباحي، هل ترجين شيئاً من صلاتك؟ كثر هم الناس الذين يحبون من أجل الحب، ويصلون من أجل الصلاة، ويتعفّفون من أجل العفّة.
مرات كثيرة كتب سيادة المطران خضر عن الصداقة، الزواج، العفّة والمحبوبية، وأمضاهم الى النفس «نعمة الفقر». كلام مقالاته يدخل الى عمق نفسي. لكن لم أجد النفس الأخرى حيث يجب أن أجد الأرض المعطاء لأغرس فيها مما دخل الى روحي، ومما قرأت وشاهدت، ولأنشط معها في البناء، على سخاء المنطق الإنساني الذي يجمع الناس باقات مختلفة الألوان، والروائح. ولكي يكتمل مجتمع صالح يتمازج أريجه مع كل الباقات المتنوعة.
المجتمع الصالح لا ينشأ إلا بعيداً عن القلق، عن الخوف من الغد. سنوات وسنوات وغد بلادنا مجهول المعالم. من أين نأتي بجماعة تحب، وأخرى تتقبل هذا الحب ومعاً يبنون مجتمعاً سوياً؟
الذي داخل أنفسنا خسارة بالأجواء التي نعيش فيها. والذي يغذي عقولنا من القيم حسرة، وحبنا زرعناه في الأرض اليابسة فمات، وما نبت سواه على مدى سنوات حياتنا. مرضى نحن بمزاجية حكامنا، وعديمي الفائدة، بسبب جهلنا لطرق الفسق المتبعة منهم، وقد روجوها فاكتسحت عقول الصغار والبعض من الكبار.
أما نحن فسنبقى عطاشاً الى الحب، والى الآخر الذي يتقبله.