بيدروس كشيشيان
عام مضى على العدوان الإسرائيلي الغاشم، وما زال لبنان يلملم جراحه ويضمدها حتى يومنا هذا. عام مضى على الانتصار التاريخي الذي لم يكن ليتحقق لولا وحدة اللبنانيين ونضالهم ومقاومتهم في وجه الصواريخ الإسرائيلية ـــــ الأميركية «الذكية». هذا الانتصار المدوّي، الذي يعدّ الأول من نوعه في العالم العربي، تحقق بفضل سواعد أبطال المقاومة الشرفاء، وعلى رأسهم المقاوم والمناضل العربي الأول سماحة السيد حسن نصر الله. هؤلاء واجهوا الهمجية الإسرائيلية بصبر ورباطة جأش قلّ نظيرها، فألحقوا بالجيش الإسرائيلي أقسى خسارة في تاريخه، وأشربوه من كأس مرّة لن ينسى طعمها إلا بعد فترة زمنية طويلة. (هذا إن نسيه!). فعاد أدراجه من حيث أتى متقهقراً، مذلولاً، يندب «حظه العاثر» ويجرّ وراءه أذيال خيبته التاريخية الموجعة، التي تكرست بذكاء وحكمة السيد نصر الله من جهة، وغباء رئيس الحكومة الإسرائيلية من جهة ثانية.
وفيما يحتفل اللبنانيون اليوم بالذكرى الأولى للوعد الصادق، تبقى الغصّة كبيرة في قلوبنا، متمثلة بغياب الصحافي المناضل جوزف سماحة عنّا. ليته لم يرحل مبكراً، فاحتفلنا معه بمرور عام على انتصارنا العظيم. هذا الصحافي «العتيق» الذي دافع دائماً وأبداً عن حرية لبنان في وجه الخصوم والأعداء على اختلافهم، فارقنا قبل الذكرى الأولى للنصر الإلهي. لكن من المؤكد، أن روحه، ستبقى دائماً «معلقة» بهذا النصر، وهو الذي كتب عنه الكثير من المقالات يومياً، حتى قبل صدور جريدة «الأخبار». هذه المقالات المعروضة في هذه الأيام في الملاحق الخاصة بحرب تموز، تذكرنا بقيمة هذا الرجل الكبير في تاريخ لبنان المقاوم، وتثبت لجميع اللبنانيين أن هذا الصحافي المناضل، قاوم العدوان على طريقته الخاصة والمحبّبة إلى قلبه، ألا وهي الكتابة. لن نضجر ولن نسأم ونحن نقرأ مقالاتك الواقعية والوطنية يا أستاذ جوزف، بحيث إنك دائماً دافعت فيها عن حرية لبنان وسيادته في وجه أطماع الدول الغازية.
لن ننسى، يا أستاذ جوزف، أنك قاومت من وراء الكواليس بقلمك وفكرك. لن ننسى أنك لعبت دور الجندي المجهول خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. وها هي قيمتك تظهر اليوم أكثر فأكثر، في الوقت الذي يحتاج فيه لبنان إلى أمثالك من الوطنيين.
في الختام، تحية إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال حرب تموز. تحية إلى كل من قاوم وناضل بمختلف الطرق ولو بأبسطها. تحية إلى الزعيم العربي سماحة السيد حسن نصر الله، الذي انتصر على الهمجية الإسرائيلية بالذكاء والصبر والإيمان. وأخيراً، تحية إكبار وإجلال إلى روح المقاوم الراحل الأستاذ جوزف سماحة.