من يريد شرذمة لبنان؟
  • روز زياده

    من يا ترى يخدم العبث الحاصل في حكم لبنان؟ ومن هي الرأس التي تدير عجلات الخراب؟ تطرقت هذه الأسئلة الى ذهني بعد قراءتي مقال الأديبة والمفكرة وعاشقة لبنان السيدة «مي مر». قرأت بتأنّ مقالها الأسبوع الماضي في منبر النهار الذي كان بمعنى «أخرجوا المجنّسين لأنهم يخربون لبنان». وراء معاني كلماتها عتب، وراءها لوم لفاعل، لمتورّط في أعمال تجرّ الخراب على لبنان. على رغم عنف تعابيرها لم أر إصبعها مشيرة الى إنسان لبنان على أنه آثم أي إنه الرأس الشريرة. وكأنها تريد ان تبرهن ان كل العبثية وخلط أوراق الوطنية اللذين نتخبط بهما ينفذهما أناس طغى عليهم حب السلطة على كل ما عداها، واستخدموا ذكاءهم لـ«يدوّروا» بنود الدستور لما فيه صالحهم المؤقت حتماً. وهذه المصالح رتّبت العبء الثقيل على أبناء لبنان.
    كم هو مؤسف ان يدمــــــــــــر بلد وأبناؤه يسمون بأخلاقيات قلما وجدت إلا في مجتـــــــــــــــــمعات ذات قيم. وكأن لكل قاعدة شواذها. ونحن اليوم نعيش الشــــــــــــــواذ في قاعدة عقيدتنا الوطنية، من غلّب الشواذ على الــــــــــقاعدة؟ من فرط عقد سبحة الحكم لنعيش الآن التناحر القائم؟
    نطلب من السادة القائمين بالمطالبة، والذين ينكرون جدوى هذه المطالبة، أن يعيدوا ما فقد من حبات سبحة مقومات الحكم في لبنان من أبناء لبنان، لتتكون لديهم عجلة سليمة وتكون أهلاً لتوضع على سكة مستقبل بلد معافى، ويعطوننا فرصة لنهنأ بانتهاء عهد الوصاية، فنلملم عائدات بلادنا التي أهينت بين أيدي المحتل. أعطونا أمناً لنقول «خي» أصبحنا أحراراً.
    يا سادة مطـــــــــــلوب منــــــــــــــــــــكم الكثير، وأنتم تتــــــــــــــــــلهون بفرض هيمنة الواحد على الآخر. ويبقى السؤال من يدفعكم إلى شرذمة لبنان؟


    إلى الوزير طارق متري

  • جان نعوس

    معالي الوزير...
    لطالما آمنت بكم... وأنتم الإنسان العصامي الذي بنى نفسه بنفسه... غير متكل على إرث مادي أو سياسي... والآتي من أقاصي لبنان الشمالي... من عكار... لتصبح عملاقاً... لا على مستوى الوطن... بل العالم بأسره... كيف لا!... وأنتم رجل الحوار بامتياز «وبصماتكم راسخة في مجلس الكنائس العالمي... وحتى في لجان الحوار الدائم (المسيحي ــ الإسلامي)... أكثر من ذلك أبادر بالقول إن وجودك في الحكومة هو حاجة للحكومة وللبنان الجديد الذي نحلم به... فهيهات ان نجد أمثالك في المعرفة والتواضع والضمير الحي، ولا أدري لماذا هذه الطينة من الرجال الرجال مغيّبة تماماً... وكأن لعبة شدّ الحبال بين السياسيين اللبنانيين والتي تكاد تمزق الوطن برمته... يحجب دخان معاركها كل ذي ضمير حيّ... والساحة خالية إلا لأصحاب المراجل... والسوابق... والروائح...
    معالي الوزير...
    يشغل بالي سؤال جدي... وأرجو ان أجد لدى معاليكم الجواب المقنع والشافي... هل حضرتكم... مقتنع تماماً بالبقاء في هذه الحكومة التي تكاد تقسم الوطن بعد تقسيم الشعب...؟ واستطراداً هل ما زلت تؤدي دور رجل الحوار بامتياز لجمع الشمل... أم بقاؤك فيها يزيد الشرخ بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين... مسيحيين ومسيحيين... مسلمين ومسلمين؟
    ... معـــــــــــالي الوزير... اعلم تماماً أن استقــــــــــــــــالتك لا تقدم أو تؤخر في لعبة الأكـــــــــــــثرية والأقــــــــــــلية... ولكن أقــــــــــــــلّه.. تعود الى أصالتك وضميرك الحي المعهود وآمل قريباً أن أراك في موقف هو سيد المواقف...