مهما تكن الاعتبارات التي تدفع الى الاصطفاف الذي تشهده الساحة اللبنانية، فإن ذلك لا يلغي حاجة لبنان الماسة، وفي هذا الوقت بالذات، الى إشاعة ثقافة التسامح والتمسك، أكثر من أي وقت مضى، بالعيش المشترك. فالتسامح بات ضرورة في الواقع اللبناني الراهن لما يمثّله من ضمانة تضبط حركة الاختلاف
وتحول دون انقلابه الى تراشق وصدام، كما أن العيش المشترك بات اليوم مهدداً ومستهدفاً فيما هو الضامن لهوية لبنان واستقراره.
فهل يكون التباغض بديلاً من التسامح المنشود؟ وهل ينقلب العيش المشترك الذي لا يكون إلا عن تفاهم ووئام الى تعايش مفروض وقائم لأنه لا بديل منه؟!