لبنان في خضمّ التحوّلات الكبرى
تختزن مقولة الحرية الكثير من الإشكاليات النظرية والمفهومية التي لا يمكن فصلها عن التعبيرات والأفعال الانسانية المدرجة تحت عناوين التحرر والتقدم والانعتاق و... بحيث بات من المتعذر ضبط ماهية هذه المقولة والتفريق بين ما هو منها وما هو غريب عنها، لينتج من ذلك مفاهيم وممارسات شتى ومتضاربة، كل منها يدّعي اندراجه تحت عنوان: الحرية.

ولعل مكمن الأهمية والخطورة في مقولة الحرية أنها مترافقة دوماً مع مقولة التغيير، فكل فعل حر لا بد من ان ينشد تغييراً ما، كما أن كل تغيير لا يمكن أن يكون من دون حرية توجّهه، وهو ما يشكل في المرحلة الراهنة ثنائية تحكم المشهد اللبناني: الحرية بما هي قيمة ثابتة وسامية، والتغيير بما هو طموح محفوف بالمحاذير والإشكاليات.