وليد الزبيدي *
ان تسليط الضوء على الاوضاع في عدة مدن واحياء ومحافظات عراقية، قد يعطي تصورا لما يحصل في عموم مناطق العراق، ويساعد في طرح اسئلة نوعية عن مستقبل الاوضاع في هذا البلد، الذي تتجه صوبه الانظار، ولايعرف الكثيرون، اين يتجه وماذا سيحصل في اروقته السياسية والعسكرية.
في مناطق محافظة ديالى، التي تقع الى الشمال الشرقي من العاصمة، وتتصل مع المناطق الشمالية وترتبط بحدود مهمة مع ايران، وترتبط مع مدن الموصل والانبار عبر حدودها المشتركة مع صلاح الدين، هذه المناطق اعلنت الاضراب العام والشامل، وتوقفت الحياة في جميع دوائرها ومرافقها الخدمية، ولم يصدر من الحكومة في بغداد ولامن القوات الاميركية، مايشير الى معالجة لهذه الاوضاع، التي تنذر بما هو اخطر واوسع واكبر.
فــــــــــــــاذا تمكنت الــــــــــــــــفصائل المسلحة من فرض ماتريدها على هذه المدن الكبيرة، من خلال استجابة سكانها بسرعة لطلب هذه الفصائل بالاضراب العام، فان واقع الحال يقول بان الذي يــــــــــــــمتلك الهيبة والـــــــــــــــسطوة في هذه المدن، يستطيع ان يوجه الــــــــــــــبوصلة في مناطق محافـــــــــــــــــــظة ديالى، وليس ثمة اي تاثير للحكومة هناك، كما ان الـــــــــــــــــقوات الاميركية، لم تتمكن من تغـــــــــــــيير هذا الواقع، الذي جاء على خليفة اعتقال مئات المـــــــــــــواطنين من ابناء ديالى وعرضهم امام الجمهور عبر الــــــــــــــفضائيات واسمتهم حكومة بغداد بالارهابيين، قـــــــــــبل اجراء التحقيق معهم، مع مظاهر الاهانة والاذلال، التي ظهروا بها امام عوائلهم وعشائرهم وامام الراي العام.
ظاهرة الاضراب العام، وصمت حكومة المالكي، وعجز القوات الاميركية، يدلل على التاثير الواسع للمقاومين العراقيين في هذه المدن، التي تردد قبل اسبوعين، عن وجود مخطط، لاعلانها خالية من القوات الامريكية والادارة الحكومية ، وتنفيذ الاضراب بهذا المستوى، يؤكد وجود مثل هذه القدرات.
في مكان اخر، هو مدينة الانبار، حيث خرج الاميركيون قبل ايام، وهم يخاطبون ابناء الرمادي عبر مكبرات الصوت، يطلبون منهم عدم ضربهم بمختلف انواع الاسلحة، وكانوا يرددون عبارة تقول(نحن ايضا لدينا اطفال مثلكم، فلا تضربوننا).
هذا الخطاب يدلل على حالة الرعب والهلع،التي وصلت اليها هذه القوات، فمن الواضح، انه يزخرباستجداء عطف المقاومين العراقيين ،الذين يواصلون هجماتهم العنيفة على عدوهم الامريكي ،الذي احتل بلدهم ومازال يصبر على ذلك.
في الديوانية ، قالوا ان الامن في حال استتباب وتسلم الحكوميون الملف الامني،لكن الذي يحصل لايحتاج الى تعليق.
الانفلات الامني على اوسع نطاق ، وهكذا الحال في البصرة والكوت وكربلاء والنجف .
في كركوك حفرت الحكومة خندقها الشهير ،وبعد الانتهاء منه شنت قواتها الامنية من شرطة وجيش اوسع عملية في مدن كركوك،واعلنت عن اعتقال الكثيرين،وزفت بشرى توقف الانفجارات ،وبعد عدة ايام هزت المدينة خمسة انفجارات عنيفة جدا،فلا الخندق اتى اوكله ،ولا اعتقالات الابرياء اوقفت المحذور.
اما في الموصل ، التي اعلنا وقبل اسبوعين ان القوات الامريكية والعراقية ، قد طهرتها تماما من المسلحين ، فأن ما حصل قبل ايام وتناقلت بعض تفاصيله وكالات الانباء، يقول عكس ذلك، اذ حاول مئات المسلحين السيطرةعلى المدنية، ودارت معركة كبيرة استمرت اكثر من خمس ساعات، علما ان القوات الاميركية تضع ثقلها الكبير في هذه المدينة.
ان التوقف عند بعض جوانب هذه الاحداث، كفيل بطرح الاسئلة التي تبحث عن اجوبة صريحة لما قد يحصل في العراق.دون ان نترك المخاوف من حصول انقلاب في العاصمة بغداد نفسها ،ما دفع بالحكومة الى اعلان حظر الحركة تماما قبل ايام.
صور متناثرة ومتكاملة،وذات مغزى واضح.
* كاتب عراقي - مؤلف كتاب «جدار بغداد»